قصيدة النثر

أنا الذي غرق وحيدا في هذه اليابسة/ مهدي النفري

حسنا سأكتب لك كما لو أنك حاضر أنت الأوسع من المستقبل وأضيق من باب يرتاده الأنبياء وحيدين كم من طوفان أحتاج لارسم الوجوه التي تركتها في قلبي؟ في تلك المرآة كان لي أن أغرز أصابعي في عيني الحقيقه دون أن أفرض أي استدراك لشكل الحياة , كان بوسعي أن أتبع السير دون أن أكتشف عتمة النور , أعرف جيدا أنني ...

أكمل القراءة »

أمسِ نمتُ مع القتيلة/ محمد عيد إبراهيم

    بينَ جُدرانٍ تَتَطاولُ حتى لَتوهِمَ أنها تَنغَلِقُ، رُحتُ أسِيرُ، وكأنّي بينَ ماءٍ أو مرايا، إلى أن وَصلتُ. صَوتٌ: “ابعِدْ عن الكَشَّافِ”، ودَخلتُ. كانَت مريمُ. في أفقٍ أزرقَ، مِن دونِ سقفٍ أو سماءٍ، بلغتُ نهايةَ ما لا نهايةَ بعدَه. غرفةٌ بيضَويّةٌ لا تفهَم لها سِعَةً، بينَ أشكالٍ من بشَرٍ، لكأنّها بشَرٌ، جنبَ مريمَ. وهي في هيئةِ الشابّةِ الفتيّةِ، تَدعَكُ ...

أكمل القراءة »

في البدءِ أقولُ: أحبكِ/ كمال عبد الحميد

في البدءِ أقولُ: أحبكِ   I   في البدءِ أقولُ: أحبكِ، وأنا أكره روحي المختبئة في الظلِ كطفلةٍ مذنبةٍ، روحي التي ورطتني في الحب، في قبضةِ الحرير والشوك. روحي الباكية بلا خجلٍ أمام عاطفةٍ قاسيةٍ تلوّح بالعصا. أحبكِ، وأنا أتابع المسرح الكوني بشغفٍ، لا أتعاطف مع الأشرار كما تفعلين بعد كل فيلم عربي. الأشرار الذين يكرهون البطل والبطلة، ويدبرون المكائد ...

أكمل القراءة »

أن تكون أباً .. لامرأةٍ هي وطنك/ أشرف الجمّال

  أن تكون أباً .. لامرأةٍ هي وطنك … إلى (غادة)…… وحدها. …..   كيف تُلقّن حكمةَ العصافير للغربان ؟! وَسْطَ غرفةٍ لبيتٍ فقيرٍ كأنما قُدَّ منه جسدي هذه الأرملة التي تجري على ثلاثة أيتام وجَرْوٍ صغير ثوبٌ واحدٌ فقط هو كل ما تملك مكحلةً وقنديلا شحيحًا زيتُه وطرحةً سمراءَ تشبه حزن كاتدرائية ماتت أجراسها وغربةَ القلاع التي عفا عليها ...

أكمل القراءة »

فخ/ عبد الغفار العوضي

  إنه فخٌ ، تلك الحياةُ فخٌ متقنُ الصدفةِ ، أنظرُ فى تلك الهوة السحيقة فى جسدى ، مثلَ بيتٍ بأعمدة خرسانية فقط ، لا جدرانَ تغلف ضلوعَ صدرى المفتوحةِ على القصف العشوائىِّ فى الخارج أنا لستُ لى ، أنا سلعةٌ …يتداولُنى العالمُ كأسهمٍ فى البورصة ، أنا المادةُ الخام التى تحتكرها الشركاتُ متعددةُ الجنسيات ، أنا فريسةٌ ساذجة لذئابِ ...

أكمل القراءة »

آمنت أن موتي مؤجّل/ عماد فؤاد

أتذكّر الآن الدّفء الذي اختزنته شفتاكِ من فنجان القهوة السّاخن، وأنا أُقبّلكِ في المقهى التُّركيّ العتيق على شاطئ مارماريس، تعرفين هذه اللحظة من الغياب والذّوبان في مشهد بعينه مرّ عليكِ من قبل، فتغمضين عينيكِ محاولة التّركيز في اعتصار المشهد لحظة بلحظة، للوصول إلى تذوّق قطرة التعتّق الكاملة لما يعنيه بداخلك، هذا بالضّبط ما شعرت به وأنا أغمض عينيّ لأسترجع هذا ...

أكمل القراءة »

كنتُ عروسَـهُ في منبـتِ الصفصاف/ مروة ملحم

إذا المِـرآةُ صرَخـت بأيّ ذنبٍ قُتـلـت ……. . بسِـكّـينِ رجلِ قالَ : صرتِ امرأة لمسَـتُـهُ خيّطت على جسدي ثوبَ الغواية ضلّلتني في صورتي المرتبكة .. كانَ أجّجَ القبلةَ في بالِ الشفاهِ ثمَّ هربَ قبلَ نضوجِ الشعرِ في أرضِ الخطايا تركني أثرثرُ في الهباء عن لذّةٍ لم تحصل … . رجلٌ آخر رمَّـمـنـي مثلَ أيقونةٍ كسّرها طرقُ الدموعِ على سكوتِها قالَ ...

أكمل القراءة »

ما لم يذكره الرسام/ عزة حسين

    الـ ب هـ جـ ة؛ تحرجني كثيراً هذه الكلمة كبدلة عرسٍ متربةٍ يفاجئٌني وجودها القديم.. على صدري الآن كرةُ رماد وهَمٌّ لم يصر- بعد- ذكرى.. كان دخانٌ طعمه حلو والنسوة يرتدين العرقَ خلف أواني الطهي، أنا جائعةٌ لألوانك يا أمي ورائحتي أقلام رصاص. المدرسة أعلى اللوحة وظهري للماء والجسر، بقرةٌ مبهجة لا تخيفني في الحواديت، وعجوزٌ تقرص خدي ...

أكمل القراءة »

رُوحٌ أُوركستراليّة/ آمال موسى

    وفي نفسي وقعتُ فَارِغًا مِنْ كُل هَوى يَمُوتُ مَنْ وَقَعَ فِي غَيْرِ طِينِهِ وسَكن النُّفُوس المُجَاوِرَة مُنْتَشِيًا بِقصصٍ حَمْرَاء كالشَّهواتِ تَمْتصُّ مِنْهُ البَياض وَتَسْطُو على يَاقُوتِهِ النَّائم في عُمْق المَاءْ ألا تَبَّتْ نَفْسٌ لم تَقعْ في نَفِيسِهَا ولم تَملأْ القِنديلينِ بوجهها المُتفَتِّحِ في المَاءِ المُرْتعشْ فَهَلْ أَنَّ نفسَ النفس، لا تُطرب أَمْ ابتلاءُ المَرءِ، أَدْماهُ الوقوع في غير ...

أكمل القراءة »

لو أن أحدنا تبعَ الآخر/ نسيم الداغستاني 

  قلْتُ لهُ: الحياةُ قصيرةٌ مِثلَ تنّورةِ لاعبةِ تنس وطويلةٌ مِثلَ قماشةِ عمامةِ سيخيٍّ في الحالتينِ يُمْكِنُ أن تكونَ سعيدةً دَعْ مقصَّ الأعمارِ جانباً واتْرُكْها كما هي .. بأزرارها الصُّوفيَّةِ بقعُ الحليبِ منابتُ الشّعرِ .. الخضراء غصَّةُ العزوبيَّةِ ثمارُ البحرِ وآخرُ مقهى قُربَ المشفى لو أن أحدنا تبعَ الآخر لاسْتطاعَ أنْ يَلبسَ ثيابَهُ دونَ أنْ يدري يُحْشَرانِ في نفسِ الرَّقبةِ ...

أكمل القراءة »