قصيدة النثر

بعد الرسائل وردٌ متسلّقٌ على كتفِ الشوق يقدّح في كفّيك, لا لسببٍ, إلّا لأنّك أنتَ. هل تعلمُ كم مشيتُ حافيةً في بساتين الليل مؤرقةً بزهرٍ يموتُ وزهرٍ يولدُ مشوّهاً ؟ كان يكفي أن أضع البذرة على ضلعكَ لتنبتَ أنتَ, أو أنا, أو غابةٌ أو سربٌ من طيور الشعر, وكان يكفي أن أفتح أصابعي كي تطير ملكةُ نحلٍ مغمسةً بالرحيقِ وتحلّق ...

    أخبريني.. وأنتِ تحتَ الماءِ تغتسلين.. إنْ كانت الموسيقى التي أرسلتها لتدليك جسدكِ.. دافئة؟ أخبريني إنْ كانت الموسيقى ناعمةً في التفافها على بشْرتِك…  وإنْ كانت في مرورها على سرَّتك.. تنفخ ناياً ليقظةِ الوجد…  كنتِ تركضينَ على حافةِ روحي.. كأنما تسابقين نهراً في انطلاقهِ إلى إغاثةِ صحراءٍ أسقطها الله في فؤادي. إنه شاسعٌ إلى حدِّ أنَّ أوركسترا كاملةً من ذئابٍ ...

– بصحتكم رفعت الجثة المغرورة كأسها عالياً – نخب أصدقائنا الأحياء ترى كم منهم يعلم أن للقمر زغباً خفيفاً أسفل ظهره وبشرة ملساء – لوطيّ اذن؟ – ماريا الغبية القمر تنام القمر ترقص القمر تمشي.. القمر أنثى، ما لكَ كالأحياء ؟ * – سأفخخ نهدك اخلعي قفازيك لأرى يد الله أيتها المرأة الميتة حلمت بأنك ترتعشين خمساً في اليوم.. – ...

    الحزن هو الحزن، ولكنه هناك بلا علامة، غير مصحوب بقبلة فى الصباح أو بابتسامة مُسيَّجة ببقايا فنجان القهوة. خفيف، تحركه الرياح، وتبلله الأمطار، وتنشفه الشمس. الحزن هناك  ككوفية من القطن، تعقدها حول رقبتك اتقاء للبرد. كموطىء قدم. الحزن هناك قميص واق من الرصاص، فى تلك الحروب الصامتة والدماء المجمدة فى الأوردة وفى العيون، والخسارات غير المعلنة. الحزن هناك، ...

    كزهرة .. أتركُ النحلَ يقفُ على وجهي .. أشعرُ بأقدامهِ الرشيقة تتزاحمُ على وجنتيَّ .. أتوقفُ عن الحركة أتفادى إصدار أية أوامر إلى جسدي .. سوى الاحتفاءِ بتلكَ اللحظة في صمت .. أراقبه .. يهبطُ حتى رقبتي .. يلدغني .. بلطفٍ  يمتصُ رحيقي .. أختفي وراءَ رغبتهِ العارمة .. أُحبُّ عيوني الآن لأن حركتها تُؤكِّدُ وجودي وتمكنني من ...

    لنعدوَ الآنَ خلفَ الوقتِ حتى نمسِكَ بفراشةِ الاحتمالاتِ،  حتماً لم تنتظرْنا في شرنقةِ التساؤلاتِ،  من حلمٍ وأكثر تسافرُ في الحقولِ البعيدةِ عن الشخيرِ الأسودِ  إلى متى نهدهدُ الليلَ كالطفلِ العليلِ ؟  لنضمَّ الهواءَ الخارج من رئةِ البحرِ حتى نذوبَ بملحِ الحنينِ ،  الوطنُ في الغربةِ أشهى، والطريقُ إلى الجنة لا تمرُّ من شوارعهِ، إلى متى نلعنُ الصباح كبذرة ...

  كانت نعامةٌ في الجوار، وكان فتى؛ يقفُ علي أصابع قدميه يهتزُّ عندما تهتزُّ، ويحلِّقُ حينما تطير؛ كلما سقَطتْ ريشةٌ من ريشها صنعَ منها تَذْكارا   كان أبوه واعيًا بالتاريخ، يصفعُه في اليوم خمس مرَّاتٍ.. كي يجنِّبَه صفعة الصياد؛   كان الصيادُ يستمتعُ بالبطء، وينتشي بنشوةِ الهدف ذات يومٍ صَنعَ ريحًا.. و”كان ما كان“؛ …   بكي الفتى، فأهداه أبوه ...

    لا يعنيني أن اكون ملاكا  فالعناق  في ليلة القدر  راكض . عندما أشم رائحة البخور  سأغلق باب الدعاء  ثم أرش عطرا فرنسيا  على جسدي الطري  بحركة أخرى  أرمي شعري المصبوغ ورائي  لتتقاذفه الحوريات  في الجنة  لن أكتب قصيدة طويلة  لموتي  لن أصنع عتمة  لصرخاتي  لن أرتد عن مستقبلي  حنين  ذاك التعب الذي يظهر  في بئر  بفمي ألون فاكهته ...

تحت خمسينَ ليلاً أسير  لدفئِك المضيء  بخمسينَ قمرًا متدثرًا بالمخاوف  من أي شيء  من كلّ شيءٍ في الحياة تحت خمسينَ سؤالاً وخمسةِ اتهامات بملايينَ من الشموسِ المطفأةِ في روحي مكللاً بإهانةِ الحاكم وإثارةِ الفِتَن تحت إرهابِ النظام وصلابةِ الزنازين والإجابات عاشت الحناجر وعاشت الطبقة وعاش حبنا أيامنا وسِعَت جميع الحرائق وابتعدت عن الإمكانِ واتّحدت في مطلقِ الدّمِ واستعانت بمِلحِ المصيرِ ...

للأرض أسبابها الخمسة كي تنام على بطنها يا يعقوب  رصاصة لم تصل صدر عنوانها فمدّدت في الفكرة أكثر رجل ذبحه الجنوب و تَعلم أنّ الموت يرتدي التّراب في الجنائز أطفال زرعوا الضّحكات على… طول نواياهم عقاب الله للظلّ بالمشي حافيًا فمدّ في أنفاس الحصى حكّة بين كتفيَّ تربّي الدّبيب  و أنت تطيّر أصابعك هناك للهواة في حقل رماية  لا تفتح ...