شيخ القبيلة/ سليم الحاج قاسم

 

عَرفتني ؟
أنا الحرفُ الذي نطقتِه سهوا
ذات لفافة تبغٍ،
بين حشرجتين.

أسمّي أنفاسيَ واحدا تلو آخر
و أوزّع هويّات الريح عليها
رَفاءَ و بنين أقسّمها،
حتّى تعدّدتُ

جلّ العقارب تشمّ رائحة قوسي
و تشقّ الطريق إليه في كلّ خريف
كأنّ البحر وجهيَ و الصحراء قفاي،
انهزمتُ من تعب الفوز
في سباق أعواميَ الكاسِرة.

اِتّكأتُ على نصيبِيَ من الخيباتِ
و ازددتُ نصيب الثّكالى
في الحروب الخاسِرة.

عرفتني ؟
أنا البياضُ،
و لا فخر لي سوى احمرار الدماء بعد التخثّر،
شهقتُ مرّات،
و لم تُجبني أيّ من عاشِقاتيَ اللاتي وعدنني بالزواج
عندما أغنمُ مهرهنّ.

قدّمتُ حياتيَ في طبقٍ
و جَمّلتُها كي لا تعافوا الحزنَ فيها،
شويتُ روحي
و شربتها.

عرَفتني ؟
لم أكبر منذ ولادتي
و لم أتأخّر في بيانِ الندوبِ على وجهي،
خضّبتُ لحيتي بخمورٍ النوازلِ
اِلتأمتُ،
و حيثما حطّ خيلي
كتبَ المؤرّخون أنّي قُتلتُ.
قبيلتي احترقت بشمعة أوقدَتْها الرياحُ
بعد نومي،
و شبّت من ستائر بيتي
في اتجاه الخيول.

خيوليَ ماتت و لم يجدوا لها جثّة في الغياب.