قصيدة النثر

عيد النسّاج/ محمد عيد إبراهيم

      قد أحتاجُ، في هذهِ القصيدةِ، قُوّةَ “إبراهيمَ” كي أبعَثَ الحِكايةَ من مفاصِلِها الأربعةِ. قد أحتاجُ أن يَعُمِّ النظامُ، حتى تنجَلِيَ السَكِينةُ. وقد أنضَوي، معَ “يونسَ” في حُوتِهِ؛ قلبي حزينٌ مثلَ بَيضةٍ في سَلَّةٍ فُقِدَت، كانَت تحلُم أن تُصبِحَ طائراً بذيلٍ ملوَّنٍ طويلٍ. فَشَقَّ حَلقِي الدمعُ، وشَطأَ مِن العُشبِ نَبتٌ فاتنٌ غَرَستهُ، بعدَما تقَرَّحَت رُكبتاي في الشمسِ. عندَ ...

أكمل القراءة »

شيخ القبيلة/ سليم الحاج قاسم

  عَرفتني ؟ أنا الحرفُ الذي نطقتِه سهوا ذات لفافة تبغٍ، بين حشرجتين. أسمّي أنفاسيَ واحدا تلو آخر و أوزّع هويّات الريح عليها رَفاءَ و بنين أقسّمها، حتّى تعدّدتُ … جلّ العقارب تشمّ رائحة قوسي و تشقّ الطريق إليه في كلّ خريف … كأنّ البحر وجهيَ و الصحراء قفاي، انهزمتُ من تعب الفوز في سباق أعواميَ الكاسِرة. اِتّكأتُ على نصيبِيَ ...

أكمل القراءة »

ملاكٌ يقدم تفاحَ الجنة مجانًا/ شيماء المقدادى

ماذا لو وضعت أمي قطرةَ عسل على سُرَّتها  وانا أتكور داخل رحمها  كلمةً تزهر على ساق سنبلةٍ،  يقول جدي ، إنها كانت وجنةَ الشمس  هل كنت سألتهِمُ مرارةَ العالم،  بتلك اللذة التي قضم بها ادمُ التفاحَة ! حتى بتُ وقفا في مدينة الصبار  وهل كان العالمُ سيمر اليَّ عبر رأسي المثقوب  بالصرخات المعلقة في حلقي  لتمر منه قوافلُ لصوصٍ وتجار  وشيوخ  ...

أكمل القراءة »

الغرباء/ سلام حلوم

    الغرباء أولاد الريح إنّهم إذا مرّوا بقرية قلبوا حتى طناجر الحصى وسرقوا الدخان ليخيطوا لهم جهةً في الخراب يعبرون بلحىً من غبارٍ أو بوشم على زند أو بقبعات من فرو أو عصائب مقروء على طيلسانها كي تنفخ في أوصال المحارب أولاد الريح مبشرون بأربعين عيناء لا يشبهن سبايا الأرض بإمارة خدمها غلمان من شهب بترفيع إلى رتبة مشير ...

أكمل القراءة »

أسعار الأحلام/ جمال القصاص

أنا المريض بالشَّعر صدمتني الحياةُ فجأة من يومها وقصيدتي غرفة إنعاش متنقلة تنظم نبضي تستفتي رئتيَّ عن أحوال الطّقس محطاتِ الوصول والذهاب القطاراتِ التي تصل ولا تصل تذكرني بأسعار الأحلام في الغابة أيُّها أقلُّ نزفا خفيفا يشبه الطفولة ثقيلا لا يربك المعدةَ بعُقد الذنب. أمس أيقظتني مبكرا جدا هيا .. انهض ثمة حلمٌ تجاوز السرعاتِ المقرَّرةَ ابتلعته امرأةٌ اختطفتْ زورقَ ...

أكمل القراءة »

تقاسيم الأبيض/ شروق حمود

لا تلعن الليل فهو بيت حواسي الفارغ يقول الأبيض الشاعر … الأبيض لا يأتي على براق الليل كما نيزك الأبيض خطوة العطر  على طرقات الهواء … نفْس عينيك الأمارة بالأبيض كحلت أجفان لغتي فثمل الهواء … خرجتُ مني لأراني بوضوح دمعةً تخدش ظلّ الغصة وتفيء على الأبيض … لو أنك للأبيض ألوانٌ لن تسكرني سوى أبجدية أزمنتك؟!

أكمل القراءة »

بديلاً عن أنوثةٍ معطلةٍ/ عادل العدوي

مباحةٌ كلُّ الأسرارِ واللعنة على الوعود الكاذبة هؤلاء الذين يعدونك بالسعادة لا يملكون شيئا لأنفسهم كان الأولى بهم ألا يأتوا أبدا الذين تراجعوا وتركوك وحيدا في العراء كجذع تتلاطمه الرمال والمارة ينظرون إليك في شفقة لا أحد ينتزع الخنجر المغروز في صدرك وأنت مصلوب على علامة الدهشة.  ** سأتوقفُ تمامًا عن الرقصِ فالأُخدودَ الذي شقَّ روحي بلغَ جدارَ الصمتِ وما ...

أكمل القراءة »

أنا الذي غرق وحيدا في هذه اليابسة/ مهدي النفري

حسنا سأكتب لك كما لو أنك حاضر أنت الأوسع من المستقبل وأضيق من باب يرتاده الأنبياء وحيدين كم من طوفان أحتاج لارسم الوجوه التي تركتها في قلبي؟ في تلك المرآة كان لي أن أغرز أصابعي في عيني الحقيقه دون أن أفرض أي استدراك لشكل الحياة , كان بوسعي أن أتبع السير دون أن أكتشف عتمة النور , أعرف جيدا أنني ...

أكمل القراءة »

أمسِ نمتُ مع القتيلة/ محمد عيد إبراهيم

    بينَ جُدرانٍ تَتَطاولُ حتى لَتوهِمَ أنها تَنغَلِقُ، رُحتُ أسِيرُ، وكأنّي بينَ ماءٍ أو مرايا، إلى أن وَصلتُ. صَوتٌ: “ابعِدْ عن الكَشَّافِ”، ودَخلتُ. كانَت مريمُ. في أفقٍ أزرقَ، مِن دونِ سقفٍ أو سماءٍ، بلغتُ نهايةَ ما لا نهايةَ بعدَه. غرفةٌ بيضَويّةٌ لا تفهَم لها سِعَةً، بينَ أشكالٍ من بشَرٍ، لكأنّها بشَرٌ، جنبَ مريمَ. وهي في هيئةِ الشابّةِ الفتيّةِ، تَدعَكُ ...

أكمل القراءة »

في البدءِ أقولُ: أحبكِ/ كمال عبد الحميد

في البدءِ أقولُ: أحبكِ   I   في البدءِ أقولُ: أحبكِ، وأنا أكره روحي المختبئة في الظلِ كطفلةٍ مذنبةٍ، روحي التي ورطتني في الحب، في قبضةِ الحرير والشوك. روحي الباكية بلا خجلٍ أمام عاطفةٍ قاسيةٍ تلوّح بالعصا. أحبكِ، وأنا أتابع المسرح الكوني بشغفٍ، لا أتعاطف مع الأشرار كما تفعلين بعد كل فيلم عربي. الأشرار الذين يكرهون البطل والبطلة، ويدبرون المكائد ...

أكمل القراءة »