قصيدة النثر

قرب اليابسة/ عيد عبد الحليم

    الهوامش التي أضافها الصيادون القدامي في ذيل قصائدنا التي كتبناها عن البحر سيأتي صيادون جدد بملابس عصرية ليضعوا مكانها هوامش أخري عن الطيور التي هرمت علي الشاطيء بينما سنكون مشغولين بكتابة قصائد أخري عن البرابرة الذين اجتاحوا اليابسة وخطفوا الطائرة الورقية من طفل كان ينادي علي أبيه الذي سالت دماه في وسط الحقل بينما فراشة حطت علي شجرة ...

أكمل القراءة »

أفاعٍ ملوّنة/ عماد غزالي

ترقدُ على بطنها عاريةً بجوارك. كلما فكّرتَ في ملامستها، تشكّلَ الجسدُ وتعدّدَ في ذاتِه. تعودُ طفلةً، تنمو وتنضج، وكأنّ الزمنَ، لعينيك فحسب، يعدو بسرعةِ الضوء.  تنقسمُ إلى امرأةٍ وطفلةٍ، تتحاضنان وتتقلّبان. وفيما تحاولُ التفرّسَ، تتبدّى الحقيقةُ جليةً على شكل طفلةٍ لها رؤوسٌ عدة، تطالعكَ كلُّها بملامح امرأةٍ طفلة بينما تحتفظُ المرأةُ برأسٍ وحيدةٍ، تتفرّجُ عليك بأساريرِ امرأةٍ، لا طفولةَ لها. ...

أكمل القراءة »

بتلات لقرنفل الحب/ شروق حمود

    ـ1ـ تراءت ابتسامتك لقلبي كالشق الذي شطر القمر ليتعدد تراءى وجهك لجوعي أسمراً كالرغيف تراءت يداك لصقيعي ساخنة كعتبات الجوامع تراءت لك رائحة الغيث حين بكيت على صدري وشاية بانتظاري ـ2ـ كانت شفتاك الملتهبتان تحرقان وجهي الخريف فأصبح أشهى كبرتقالة بدّلت موسمها ـ3ـ يداكَ تنقّرانِ القمح عن جسدي كيَمامْ يصلّي  فوق أموي دمشق ـ4ـ جفنانِ أنا و أنتْ ...

أكمل القراءة »

خبرتي سيئة بالنار/ زكية المرموق

منذ الطفولة وأنا أسمعهم يرددون: “سر جنب الحائط ولا تخف من شيء” وقلت أنت: “إذا تغبش البصر فابحث عن سور لتتبعه” كنت أعرف أن للحيطان آذانا لكنهم لم يخبروني أن لها أنيابا أيضا كلما احتميت بها من السراب تحولت إلى طريدة… أنا لم أمت بعد يا الله فلم يمتلئ جسدي بالنمل وتلوح لي شاهدة قبري كلما لوّح لي باب؟ الأبواب ...

أكمل القراءة »

إلى شاعر/ عبد الأحد بودريقة

لا أبدا ، أنت لا تحلم ،أنت تظن أنت تتساقط من مرتفعات إلى كهوف ظُلمتُها اللغة حيث لا وسيلةلتشكيلات الفوتوشوب أمام عالم يحترق . لك الوحدة والحرية والدهشة تثرثر على خرق سوداء، ولك أن تنحت خيط ضوء ، وترى بعينيك تلك الجملة المجهولة ، المعجونة بالروح وبالظلام ، الجملة التي يتخثر فيها الوجود ولا تكتب بالحروف ! * أخشى عليك ...

أكمل القراءة »

اسمي 25 يناير/ محمد عيد إبراهيم

    اِسمي 25 يناير شعر: محمد عيد إبراهيم رجلٌ في سَجنٍ وغريبٌ، خلفَه، في الظلالِ.  رجلٌ في سَجنٍ خطوتان إلى الأمامِ وواحدةٌ جنبَه.  رجلٌ في سَجنٍ وأثقالٌ بقدمَيهِ يضحكُ، ويبكي.  رجلٌ في سَجنٍ فوقَه إبريقٌ، وماءٌ ينهشُ عظمَه.  رجلٌ في سَجنٍ ولا شبّاكٌ، أو بشرٌ، يراهُ الله، فجأةً.  رجلٌ في سَجنٍ ونَجمٌ برأسهِ لا ...

أكمل القراءة »

مرايا متعاكسة/ وسام على

    1 وسائد إخوتي تشبه رؤوسهم  لي أربعة أشقاء ووسادة واحدة  من يُقتل تؤخذ وسادتهُ معه. 2 ثلاثة جنود أمريكان الأول يجلس في الهمر الثاني يحرس الثالث الثالث يمد يده في سراويلنا. 3 ثلاثة جنود عراقيين الأول يرقب وجوه الجميع الثاني يحرس الثالث الثالث يتحسس ملابسنا بحثا عن الكلاشينكوف. 4 ثلاثة أشخاص بملابس جنود الأول يمسك يداي الثاني يحرس ...

أكمل القراءة »

منتصف الليل/ مرح مجارسة

  كان هذا الحبُّ وكنا ندفن ألعابنا في التراب لنخبئها من مخالبِ الحرب وكانوا يمضغون عروق السّماء ويلدغون بلفظِ أسماء قتلاهم ويتبخرُ الرملُ في ساعاتهم وتتلفُ كان هذا الحبُ وكنا نشحذُ ألواناً وننتظرُ الصحو لنباغتَ الشفقَ الغافل بقوسِ قزحٍ وكانوا يشحذون باروداً لبنادقهم المعقوفة ويوقدونَ الشتائم لوجه الله كلما تلعثم الموتُ في بندقيةً وأخطأ قبلتهُ فأصابَ شفاهاً بدلَ أخرى كان ...

أكمل القراءة »

عصايَ وعِصياني/ لما القيّم 

بعضُ الحروفِ عصاً أهشُّ بها أسرابَ الحمامِ عن كتفَي المَوتِ ومآذن الحربِ التي أكلَت قمحَ الحياة!أخبرتني بلادي يوماً أنّ رحى الحرفِ أعتى على الحَبّ والحُبّ من رحى الحرب! “احفظوا قصائدَكُم في سنابِلها تَحبو إليها الرّيح وتحملُ الشَّمسَ على الرّقص فوقَ فساتينِ النّساء” وأعودُ معَ ذاكرتي للحمَامِ الذي كانَ يطيرُ من ظَهرِ الأمويِّ ليحطَّ على صَدرِ القيامةِ.. مَن حَرَّمَ نَشوةَ الأجراسِ؟! ...

أكمل القراءة »

للغجر حكمة الحبِّ/ رشا صادق 

  نحنُ من جنس الكائناتِ التي تموتُ بهدوءٍ نتّكئُ, بهدوءٍ نقطفُ زهرةً نمضغها في لحظة عبورنا إلى العظمِ اليابس  بهدوءٍ ننتف الريشَ عن جناحِ طيرٍ لننتقمَ من كلّ شيءٍ  بهدوءٍ نبتلعُ أطنان الكلام الذي قلناه حرفاً بعد حرف… لهذا, يعطشُ الموتى/ الماءُ المنحني يُسكتني,  الماء المستقيمُ غرقى متّجهون إلى نهايتي حيثُ أبالغُ في الموت.  أنا سمكٌ في حوض الأنثى حيثُ ...

أكمل القراءة »