خبرتي سيئة بالنار/ زكية المرموق

منذ الطفولة

وأنا أسمعهم يرددون:

“سر جنب الحائط

ولا تخف من شيء”

وقلت أنت:

“إذا تغبش البصر

فابحث عن سور لتتبعه”

كنت أعرف أن للحيطان آذانا

لكنهم لم يخبروني

أن لها أنيابا أيضا

كلما احتميت بها من السراب

تحولت إلى طريدة…

أنا لم أمت بعد يا الله

فلم يمتلئ جسدي بالنمل

وتلوح لي شاهدة قبري

كلما لوّح لي باب؟

الأبواب حراس الحكايا

وحكايتي أنا مسبحة

في يد نبي ميت…

لكنك ابن البرية

فمن أين جاءت فكرة المفاتيح؟

يا الله

انا الطارق

والحاجب أنا

فاملأ كؤوسي

كأسا بعد كأس

حتى تخرج البصيرة من حانة الميتافزيقيا…

لأن خبرتي سيئة

بالنار

تحولت إلى رجل إطفاء

يا الله

الطريق إليك

طريق إلي

لكن الانتظار عشب يابس

والشوق عود ثقاب

فاطلق سراحي

من أضرحة الكلام

ولا تذهب بدوني أيها القلب

وقل كل ما لا تأذن لك به اللغة

اللغة سلحفاة مقلوبة

لن تصل بحيرة التأويل

ما لم تتخلص من جراء الكهنة…

أنت هناك في عليائك

يا الله

تحرس تعاقب الليل والنهار

من ثعالب الفوضى

وأنا هنا

ألمع الخسارات على جلدي

مثل محارب فيتنامي

بعض الخسارات

أوسمة…

ولأني لا أجيد دور الحطاب

تحولت إلى شجرة

لكن لماذا كلما لم يعد طائر إلى عشه

أكلني الظل…

الظل ليل

والليل صباح

خرج وتاه في الزحام.

..