مقبرة جماعية/ هشام الصباحي

أرسمُ معَ الجنِ لوْحَةً مُشْتَركَةً،

نِساءٌ كَثِيراتٌ

يَحْملنَ مُسْتَقْبِلًا مَريضًا علَى أكتافهنْ

عَشْوائِيًّا

تنمو رِيبَةٌ

لا توقفها تَفْسِيرَاتٌ بَسيطَةٌ

عَنْ أنّ الطّعَامَ الخالى مِنَ المِلْحِ صِحِّيٌ

خَاصَّةً لِلفقرَاءِ

الذِينَ لَا يَمْلِكُونَ المَالَ الكافَي لِلْعِلاَجِ

يَهِشُّونَ البَحْرَ بَعيدًا

عن بيوتٍ متصدعةٍ

أنْتَظِرُ اِنْقِراضَ البَشَرِ

ربَّما يَسْتَريحُ العَالِمُ

أكتبُ قصيدةً

أعلقها عَلَى بَابِ مَقَبرةٍ جَمَاعِيَّةٍ

لَا أَرِيدُ الدُّخُولَ طرَفًا

فى الحُروبِ الوهمية عَلَى السُّلْطةِ

أحْجبُ شَاشَةَ التلفازِ

عنْدَ نقلِ جثثٍ من بُلْدانٍ كَثِيرَةٍ

أُطفئُ تُرَابًا مُشْتَعِلًا

أزرعُ أشجارًا فى الهواء

أبكي مَعَ الجِنّ وَالعَفَارِيتِ

ظُلمًا مما يقعُ عَلَينَا!