عُرس البيضاء/ عثمان لوصيف


شفق.. ولعينيك تغريبةُ البحر
يشتعل الأُرجوان المسائي
يشتعل الموج بين يديك
وأنت على ساحل المتوسط تغتسلين
الغروب وأعراسه
شذرات اللهيب على سوسن الماء
والشمس تغرق..
من أهرق الزنجبيل على نمش الرمل?
من فتت البرتقال على جمر نهديك?
من غمس البحر في عسل الصبوات?
ومن ساق نحوك هذا المتيم..?
كانت مفاتن جسمك تزداد عند التوهج
والنار تلتهم النار
كان اللقاء
وكان الجنون الجنون
آه, جسمُك فاكهة البحر
جسمك عيدُ المرايا
وجسمك مجرى المجرَّات..
أنت الحقيقة بين يديّ
وأنت البراءة تفترّ عن ليلة القدر
يا نحلة الضوء والنوْء
يا زهرة الثلج عند الخليج
ويا امرأة تنتمي فيُقال الجزائر..
لا زال خصرك يمتد في شهوة الأرض
لا زال شعرك يرحل في ملكوت الندى
وأنا المتوحد بالملح والقمح
لا زلت أرتشف التوت من شفتيك
وأسكب فوق الشواطيء
هذي اللحون
غبش النجم يغزل أغنية الصيف
فوق جبينك
تومض لؤلؤة الشِّعر
من خلف عينيك
والليل يمزج عنبره..
بأريج الصنوبر والكلتوس..
تحل المدينة فستانها الفستقي
وتنعس تحت رذاذ المصابيح
لكن آلهة البحر تصرخ فينا
فنوغل في شبق الماء مشتبكين
ونعلن أسطورة الماء مشتبكين
يطارحنا البحر خمراً بخمر
وجمراً بجمر
تهبُّ الجذور
ويستيقظ الزمن الباطني..
لتركضْ على جسدينا الفصول
لتنمُ القواقع
ولْتتدلّ الغصون.