زِدْنـي بفَرْطِ الحُبّ فيك تَحَيُّرا/ ابن الفارض

 

 

 

زِدْنـي بفَرْطِ الحُبّ فيك تَحَيّرا

وارْحَمْ حشىً بلَظَى هواكَ تسعّرا

وإذا سـألُتكَ أن أراكَ حـقيقةً

فاسمَحْ ولا تجعلْ جوابك لن تَرى

يـا قلبُ أنتَ وعدَتني في حُبّهمْ

صَبراً فحاذرْ أن تَضِيقَ وتَضجرا

إنَّ الـغرامَ هـوَ الحياةُ فمُتْ بِهِ

صَـبّاً فحقّك أن تَموتَ وتُعذرا

قُـل لِـلّذِينَ تقدَّموا قَبلي ومَن

بَعدي ومَن أضحى لأشجاني يَرى

عني خذوا وبي اقْتدوا وليَ اسمعوا

وتـحدّثوا بـصَبابتي بَينَ الوَرى

ولـقد خَلَوْتُ مع الحَبيب وبَيْنَنَا

سِـرٌّ أرَقّ منَ النسيمِ إذا سرى

وأبـاحَ طَـرْفِي نَـظْرْةً أمّلْتُها

فَـغَدَوْتُ معروفاً وكُنْتُ مُنَكَّرا

فَـدُهِشْتُ بـينَ جمالِهِ وجَلالِهِ

وغـدا لسانُ الحال عنّي مُخْبِرا

فـأَدِرْ لِحَاظَكَ في محاسنِ وجْهه

تَـلْقَى جميعَ الحُسْنِ فيه مُصَوَّرا

لو أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورةً

ورآهُ كـان مُـهَلِّلاً ومُـكَبِّرا.