ملاكٌ يقدم تفاحَ الجنة مجانًا/ شيماء المقدادى

ماذا لو وضعت أمي قطرةَ عسل على سُرَّتها 
وانا أتكور داخل رحمها 
كلمةً تزهر على ساق سنبلةٍ، 
يقول جدي ، إنها كانت وجنةَ الشمس 
هل كنت سألتهِمُ مرارةَ العالم، 
بتلك اللذة التي قضم بها ادمُ التفاحَة !
حتى بتُ وقفا في مدينة الصبار 
وهل كان العالمُ سيمر اليَّ عبر رأسي المثقوب 
بالصرخات المعلقة في حلقي 
لتمر منه قوافلُ لصوصٍ وتجار 
وشيوخ 
يسرقون من عليه ذاكرتي 
اشيائي المخبئةَ مثل أول دعوة نبيٍّ 
يمسك العصا من وسطها 
حتى لا يقع قلبي في فم شيطان 
ينثر رمادَ البلاد، 
فوق جبين السماء ..
وربما غرس في جسدي اظافرَ وجعٍ 
ليشوه مدنَ الفرح المنسية، 
الفرح الذي أتذوقه في قطرة عسل 
سقطت من جناحِ ملاكٍ، 
وهو يقف امام شباكٍ يُقدمُ تفاحَ الجنة 
مجانا!.