عصايَ وعِصياني/ لما القيّم 

بعضُ الحروفِ عصاً أهشُّ بها أسرابَ الحمامِ عن كتفَي المَوتِ ومآذن الحربِ التي أكلَت قمحَ الحياة!أخبرتني بلادي يوماً أنّ رحى الحرفِ أعتى على الحَبّ والحُبّ من رحى الحرب!
“احفظوا قصائدَكُم في سنابِلها تَحبو إليها الرّيح وتحملُ الشَّمسَ على الرّقص فوقَ فساتينِ النّساء”
وأعودُ معَ ذاكرتي للحمَامِ الذي كانَ يطيرُ من ظَهرِ الأمويِّ ليحطَّ على صَدرِ القيامةِ.. مَن حَرَّمَ نَشوةَ الأجراسِ؟!
وإلى قصيدتي الأولى..يعصيكَ عَبدٌ بالأصفادِ مَشغولُ!
وهناكَ حيثُ العِصيّ تُكسَرُ جَمعاً وفُرادى.. ما تزالُ عَجلَةُ الموتِ تدورُ غيرَ آبهةٍ بالأذرعِ والأقدامِ التي طحنتَها ولا بالأحلامِ التي استفاقَت غَريبةً وقريبةً، كالصَّوتِ تسمعهُ ولا تلمسه!

أختبئُ تحتَ فَستانها الأبيض
لم تَكُن دماءَ عُذريّتها التي لَطّخته.. هو نزفُ قصيدةٍ على قَدمي الشّام.

….