إلى شاعر/ عبد الأحد بودريقة

لا أبدا ،

أنت لا تحلم ،أنت تظن

أنت تتساقط من مرتفعات إلى كهوف

ظُلمتُها اللغة

حيث لا وسيلةلتشكيلات الفوتوشوب

أمام عالم يحترق .

لك الوحدة والحرية والدهشة

تثرثر على خرق سوداء،

ولك أن تنحت خيط ضوء ، وترى بعينيك تلك

الجملة المجهولة ،

المعجونة بالروح وبالظلام ،

الجملة التي يتخثر فيها الوجود

ولا تكتب بالحروف !

*

أخشى عليك إن شربت كأس الضباب

ستسألك عن الحب والصمت ،

عن لسعة الدبور،

وضياع الخيال في أوكواريوم فارغ

سترقص حول أفكارها ،سيذهلك الغموض ،

ستنضج في شواطئ التيه

ستقع بلا توازن ، بكلام يخيط الكلام على

موج كلما آنسته خدعك

ستتدثر بعري سلالة المعتم 

وبصمة الحب الذي لايصل

  ولن تجد أحدا تخبره عن شمس بداخلك !

*

انطفأت النار..

والنجاة منفى

منه يجيء عشب المواعيد ،السحب ،

واللغة الرماد ،

حفلة السم تنهض منها الوحوش والأشباح 

جسر لا يكف عن الغناء للغرباء ،

وللسكارى بلذة المستحيل

نخب الأمل على شفا الهاوية

  يداخله الظل ،

لمن نحتوا جرحهم  وردة على جدار الخسارات ،

و آمنوا بالضحك والنسيان

تأمّل !

الإضاءة مؤقتة

جريحا وذاهلا تقلب في نارهم

أنصت لانحدار الماء

وكن قطرته التي تنزل من بياض ،

وتلمع :

لا تلتفت ،فمنذ الفأس الأولى  مات الإنسان !

تأمل !

دبيب النمل على موسيقى العظام

القفر الذي يمتد ،

وكل صباح يستقبلك بكلمة : وداعا

تأمل !

خطى غرباء قادمين ،مُشتَعلين باللاشيء

نصفَ مَذبوحين ،

نصفَ صامتين من التشقق ،

والتصدع والضياع

أنبياءَ في أغاني مُبهمَة

يلونُون مَا تبقَّى من ليلنا برماح الجنون الأعظم

وهم يعلمون أن الرمل سيخنقهم ،

أن اللغة ستحرقهم ،

وأن صرختهم ستظل مهملة ،

معلقة كصبار في الهواء.

..