جثث في الحانة/ سمر دياب

– بصحتكم
رفعت الجثة المغرورة كأسها عالياً
– نخب أصدقائنا الأحياء
ترى كم منهم يعلم أن للقمر زغباً خفيفاً أسفل ظهره
وبشرة ملساء
– لوطيّ اذن؟
– ماريا الغبية
القمر تنام
القمر ترقص
القمر تمشي..
القمر أنثى،
ما لكَ كالأحياء ؟
*
– سأفخخ نهدك
اخلعي قفازيك لأرى يد الله
أيتها المرأة الميتة
حلمت بأنك ترتعشين خمساً في اليوم..
– أيها الرجل الميت
جثتك تشبه جرس الكنيسة
سأقرعك .. كلما هلك عصفور
*
-هل هذي السماء للبيع
إنها حطام يا صاحبي
على نفقتي سأرمم جدرانها ولربما أطليها بالأحمر
بحر أزرق و سماء حمراء..
سيكثر البنفسج في سرر عشيقاتنا
*
– كنت أطارد الأرانب في الحقل
وفجأة .. رأيت غيمة سريعة
بأذنين طويلتين
لاأدري كيف وجدت نفسي هنا! 
*
– لم تصبني الرصاصة
مرت أمامي.. فالتقطتها
لكني كنت جائعاً .. فأكلتها
هكذا متّ..
*
– سرب عصافير غرق في عينيك
حين نسيت أن تفتحيهما
أيتها المرأة الميتة
اقرعي الجميع الآن..
*
هكذا كانت الجثث الجميلة تسكر و تصخب كقطيع مرايا وحشي
فرسان القبر المستدير برائحتهم المفلطحة
هكذا كانوا يدقون كؤوسهم بفرح كلما مات أحد الشعراء
وحده نادل حانة الموت كان يشرب القهوة و ينظر الى الأرض 
كان حذاؤها متسخاً
تجر وراءها طفلين
وشاهدة تشبه قلبها.