ما لم يذكره الرسام/ عزة حسين

 

 

الـ ب هـ جـ ة؛

تحرجني كثيراً هذه الكلمة

كبدلة عرسٍ متربةٍ

يفاجئٌني وجودها القديم..

على صدري الآن كرةُ رماد

وهَمٌّ لم يصر- بعد- ذكرى..

كان دخانٌ طعمه حلو

والنسوة يرتدين العرقَ

خلف أواني الطهي،

أنا جائعةٌ لألوانك يا أمي

ورائحتي أقلام رصاص.

المدرسة أعلى اللوحة

وظهري للماء والجسر،

بقرةٌ مبهجة لا تخيفني

في الحواديت،

وعجوزٌ تقرص خدي

وتشد رباط الحذاء..

الشمس تأكل الأزرق وتروح

سأغسل جوربي وأعلق المريول

وأخيراً.. سيحسم الأذان الأمر

و…….

ومن يومها…

وأنا أخاف الليل

 والرماد

 والبيت بلا ألوانك

 يا أمي.

ما لن يتذكره الرسام:

جسدي تحت أول جلبابٍ طويل

وغطاء رأسٍ مفكوك

وزبدة الكاكاو الشفافة

فوق ابتسامتي.

..

فرحة الشوارع بالتراب المندى

لم تكن مما يشغلني،

إلا كل مجيء الولد

ذي القرية البعيدة،

فيما سلع بقال القرية تكور روائحها

خلف عملات المعدن.

..

لا فضل لشوارع قريتنا

سوى أن براءتي وظل الولد

تمشيا فيها

عينا أبي الغائرتان في بنهما

موضوع آخر،

ولثعة سارة،

وشجرتا “ذقن الباشا” كذلك،

وكل ما في دفتر الملائكة

عن بنتٍ ستتم الخامسة والعشرين

بأحزانٍ أخف قليلاً

من ألم الأسنان.