قصيدة النثر

إبحار/ عبد المنعم حسن

    كيف لي أن أقتنع بأنك لستِ حُرة؟! أتيتُك أعْزلَ.. والبحر يحيط بي من كل الجهاتِ قلتِ لي: خذ هذا القارب.. وأبحِر في سُمرتي المحببة لديك. منذ تلك اللحظة.. لم أعد أكترث بالوصول. وهبتِني بحراً آخَر إذ أنتِ نائمة.. ما أكثر هذا الهدوء الذي يتبدد بين يديّ المستيقظتَين! تردعين خواطري الشريرة من الانفلات إذ أنت نائمة.. وتثيرين طقوس السحر! ...

أكمل القراءة »

دؤوب، كحمّىً سوداء/ محمد عيد إبراهيم

كيفَ تسنّى لعنكبوتٍ أن يبدأَ نسيجَه من كَومةِ كتبٍ أمامي إلى كومةٍ أخرى، في جِدٍّ أشبهَ بالهزلِ يتسلّى، أو يُصرّفُ وقتَه في عملٍ لا ضرورةَ له، أو ليغيظَ مثلي أنهُ يعملُ وأنا لا، كمَن يحتقرُ الكتابةَ، مدّعياً أن عملاً كنسيجِ بيتٍ واهٍ، أجدَى مِن رَصفِ كلماتٍ وصَفّ معانٍ كما أتخيّلُ. يتحدّاني، معَ عِلمهِ أني قديرٌ، قد أقومُ في لحظةٍ بهتكِ ...

أكمل القراءة »

تلك الرائحة/ أحمد يماني 

      ليتني كنت سجيناً، أو عالم زهور، أو متسوّلاً يحتلّ رصيفاً وحيداً لا يغيّره. كنت بالتأكيد سأمضي أيّامي وأنا أتحسّس التراب، التراب المقيم في الزنزانة كآخر شاهد على الشوارع والتراب المبلل لزهرة ستذبل قريباً والتراب الآخر العالق بأحذية المارة. ساعتها كنت سأمضي مرتاحاً مع أشيائي الأليفة ولن أحتاج شهوراً من الانتظار كي آلف بيتي الجديد. كنت أردّد هذه ...

أكمل القراءة »

أمنياتي الأخيرة/ صلاح فائق

تجنب شاعراً آخرَ فيك يمزقُ , ليلاً , قمصان خادمة يرفسُ الهواء وهو على السرير , يحملُ ماءً , بعد كلّ ظهيرة , إلى أعشاش نسور سامعاً فحيحَ ثعابين عطشى * ما أمنياتي الأخيرة ؟ نهاية العداء بين ألأمم أن لا أصادفَ متظاهرينَ ليلاً من حملةِ مشاعل , مساكنُ للجميع ومدارس ليس هناك سجنٌ في أية مدينة , خيولٌ حرةٌ ...

أكمل القراءة »

صحراء في النافذة/ بله محمد الفاضل

1 إن سقطت عن ذراع الليل سينام صوتك في العراء يقتنصك العدم. 2 وقد انتبهت إلى اسمك كثيرا فإن حروفه اجتمعت عليك كما اجتمعت القيود في يدي أسير. 3 متى أيقظتني غفوت أنا المستيقظ في روحها منذ بدء الخلق. 4 أنا رجل منسي في المجازات كلما وثبت صحراء إلى نافذتي طار نحوها عصفور من قلبي ليسقيها دمه الوردي. 5 يلدغني ...

أكمل القراءة »

مساءٌ أطلسي/ وديع أزمانو

على صخرةٍ أنشرُ ساقيَّ ، في جناحي نورسٍ مصلوبينِ من تعبٍ أنتظرُ المحيطَ ليغمرني ، ليحملني فالماءُ المالحُ يليقُ بطفولتي والموجاتُ النحيلةُ على الشَّاطئ ، تشبهُ أخطائي الصَّغيرة الصيَّادونَ يرمونَ بأرواحهم لتخرجَ في جسدٍ طريٍّ / المراكبُ ، أفاعٍ تتهادى / الرجلُ العاري ، يحاربُ البردَ بالماءِ والماءُ يسبحُ ، في ملكوتٍ آخر. أفتحُ قنينةَ النبيذ فتطفو فجأةً ! جثةُ ...

أكمل القراءة »

فى الأربعين تجاوزتنى الرسالةُ/ سامى سعد

لو صعدتُ مرةً للشمس ، لاأُ حب أن اهبط للأرض ثانيةً ،  لو تذوقت شهداً صافياً لن يتذوق الماءَ جوفي ،  لو أحببتُ أمرأةً ذات حلمٍ بهي، لن يمكنني أن أعود صديقاً ، دروبي طويلةٌ وواحدةٌ ،ولاعين لي في الظهر ، إذا دخلتُ أوغلتُ..  وأذا خرجتُ نأيتُ ،  أنا الذي أهب ذاتيَ كاملةً ، لاتشبعني الأنصافُ..  ومن يمنحني نصف نظرةٍ ...

أكمل القراءة »

أصابِع بيانو/ آمال الديب

هل أحكِي عن أُنثاي التي كانت تلوِّنُ جُدرانَ الأماكِن بالحُبِّ في صوتِها ترقصُ الضحكاتُ.. عنوان اندهاشي طول رحلتنا؟ ستظلُّ سرِّي وسِحرِي.. حسدُوني عليهِ حتَّى رحَل!! … سأخبِرُكِ عن تلكَ الفتاةِ الأمريكيةِ ذاتِ الشَّعرِ الأحمَر ليالي لندنِ البارِدَة خمرِها السَّاحِر … عن تلكَ الإِسبانيَّةِ… ممشوقةٌ ساحرةٌ عاشقةٌ ملتهبةٌ ملهِمة سيهاوا… بنيةُ العينين كاثوليكيةٌ وعنصريَّة كم أرَّقتها الأندلُس! … رُبَّما حكيتُ عن ...

أكمل القراءة »

 هؤلاءِ سيموتونَ بلا أجساد/ مهدي النفري

إلى مهدي النفري وهو يبيع رأسه إليه السقطةُ من قلبٍ باتجاه الأعلى مخيفه ليسَ لأن الأرضَ كوكبٌ تابعٌ لبقيةِ خراب المجرات ولا تلكَ الحلول التي تجلسُ تقرع أبواب العاطلينَ عن الحب إنني أكتبُ عن ألمِ الجحيم وشكواه منّا عن إنسان صارَ عفناً من تمجيدِ خالقٍ لا وجود لهُ عن إلهٍ عانى كثيراً من عذابِ الضميرِ وهو لا يملكه كيف لي ...

أكمل القراءة »

العائدون من الموت/ رضا أحمد 

ستغادر حلقة الوقت النارية خلال لقطة جديرة بحفظها في أرشيف الغروب منصتا إلى تصفيق العقارب عليك الابتسام تضميد وجهك بشباك العناكب والاعتماد على أن تجلب إلى حظك قاتلا لا بقايا رماد. تقف خلف بندقيتك حيث الحديث هناك آمن ولديك فرص شاغرة لتثب عليها وتطارد الجائعين خلف أجمة الطحين والطيور الكواسر. كن متساهلا مع الموت الدقيقة الإلزامية بين ضغطك على الزناد ...

أكمل القراءة »