ياسمين التي من حلب/ تميم البرغوثي

أيا ياسمينُ التي من حَلبْ

أهلكُ تُركٌ وأهلي عربْ

لعينيك سامحتُ هذا الزمانَ

وكنتُ عليه طويلَ العتبْ

غريبٌ على الدهرِ حُسنكِ هذا

فُديتِ ولا حُسن إلا اغتربْ

وما عادةُ البخيلِ العطاءُ

وما عادةُ الكريم الطلبْ

ولا الحُّرُ عادته أن يَهابَ

ولا النذلُ عادَتهُ أن يَهَبْ

وقد يحدثُ الحبُ من غير قَصدٍ

كما إتَزنت للنبي الخُطَبْ

وخَيرُ الهوى ما يكونُ إتفاقاً

بِلا نيةٍ سَبقت أو سببْ

وشتان ماءُ الغيومِ الفِجاءُ

ماءٌ يُجاءُ فيه بالقِربْ

لعينيكِ في الخَلق ملكٌ اذا

ما رآه الرشيدُ إعتَرتهُ الريَّب

وشَعركِ ليلُ إمرءِ القيسِ لكن

بغير الهمومِ إرتخى وانسكب

ويا ياسمينُ خُلقتُ خجولا

سوى فِ فِتنتين، الهوى والغضب

ولم أكتب الشِعرَ فيكِ

ولكنْ أحَبكِ من نَفسِه فانكتبْ