وحدك والكلاب / سجاد بن فاطمة 

 

 

منحرفٌ أنت عن المسار

ماذا يعنيك أولئك الذين يرسمون بأقدامهم خطوط الطريق ؟

سائبٌ أنت بعيدٌ عن مظاهر الزحام

وحدكَ والكلاب ….

كلابٌ تلفظها بيوت ٌغارقة بالاطمئنان

في مدنٍ تغسلُ جدرانها وشوارعها

بماءِ التاريخِ الراكد منذُ قرون

تُسايركَ دون أن يُقلقها السؤالُ : الى أين

لأن نهايتها واحدة ، لا تلتفت للوراء

يدُ الزمن مكنسةٌ هائلة تمحو آثاركم السابقة

على ترابِ طرقٍ مجهولة تدفعكم لمواصلة السير

نحو نهايتها الواحدة .

كلابك المنهزمة كانت بأنيابها تحاول

النحت على الصخور

صخورٌ صلدة ترفعٌ جذرَ الأنياب كدلالةٍ للانتصار

كلابك عاجزةٌ تتغدى الآن من أثداءِ خيالاتك

فلا تحرمها من مائدة الجوع .

الأفكار تموت كما الأطفال

إن لم تجد لها مهدا ً من خيال .

كلابك ، أفكارك التي تخفّفُ عنك وحشة المسير

– لا شيء يضاهي رفقة الكلاب

قالها عجوزٌ أعمى عند نهاية الطريق…