لا يحدث مرتين: فيسلافا شيمبورسكا/ ترجمة: محمد عيد

 

لا شيءَ يحدثُ مرتَين.

في النهايةِ، الحقيقةُ مؤسفةٌ

حيثُ نصلُ هنا مُرتَجِلين

ونرحلُ دونَ سانحةٍ للمرانِ.

ولو عَدِمَ الكونُ من أبكمٍ،

لو كنتَ مغفّلَ الكونِ الكبيرِ،

فلن تُكرّرَ النوعَ ذاتَ الصيفِ:

حيثُ نُمنَحُ مجراهُ مرةً. 

لا يومَ يَنسِخُ ماضيهِ،

ولن تُعلّمنا ليلتانِ ما النعيمُ

بدقّةٍ، بالطريقةِ ذاتها،

بالقُبلاتِ ذاتها، على النحوِ الصحيحِ.

قد يَذكُر اسمكَ، مصادفةً،

ذاتَ يومٍ، لسانٌ كسولٌ: كأنّ

وردةً، أحسّ، قد وَثَبَت

إلى الغرفةِ، كلّها لَونٌ وطِيب.

ثانيَ يومٍ، وأنتَ معي هاهنا،

أخشى التطلّعَ في الساعةِ:

وردةٌ؟ هل وردةٌ؟ ما هي؟

زهرةٌ أم حَجَر؟

فلماذا نُعالجُ يوماً قَضَى

بكثيرٍ من الأسى والخِشيةِ   

من دونِ حاجةٍ؟ طبعهُ أن ينصَرمَ: 

سينقضي اليومُ أيضاً غداً.  

بابتساماتٍ وقُبلاتٍ، نَنشُدُ 

تحتَ نَجمِنا الائتلافَ

على رغمِ الاختلافِ 

(هكذا نلتقي) كنُقطتَي ماءٍ.