لا نشبه هذا العالم/ مروة أبو ضيف 

لقد كان العالم رمادا في البدايات

و الله يحب الرماديين

فقط زلة قلم جعلت من الألوان لمعة في عيون الناس

زين لهم الشيطان البهجة

رغم انها في الأصل كذبة بسيطة

و مدجنة

نحن أبناء الريح

و الريح حزينة

لا تعرف أرضا أو بيتا

رحالا

مثل قلوب المساكين

مثل العاشق المظلوم

مثل حبيبة سرقوها ليلا

و سلموها عضبا للغول

العالم صار غولا

يشبه حائط مبكي مهول

و مكسور

و نحن أبناء الحملان

من عشب فاسد نمت لنا أطراف و خيال

أحببنا القسوة مثل الحب و مثل الوحدة

و تعلمنا الصمت

كل فضائلنا ضعيفة

مثل هوانا الذي ربى هزائمنا

مثل الحزن

مثل القهوة

مثل سقوط هائل من لا شيء

مهزومون و جميلون

لا نشبه هذا العالم أبدا.