قصيدتان: لالي ميلدور / ترجمة: خالد النجار

1. بيروت الحديثة، حكاية

..

يترك لي قيدا ومفتاحا
سجين من السامرية، كنت جئت أنت جارّا قواربك.
عندما كانت الأنهار جافّة، جئت سائرا عبر أسرّة الانهار
بعدها رأيتك أنا
رأيتك بين الساسافراس أعشاب البوسيدان
لقد جعل منك الألم كتلة ضخمة
أما أنا فلا أحد يبحث عن مشاكستي. لم تعد لي أسئلة
منذ زمن بعيد أضعت الأجوبة. وفي ذاك اليوم
وبين السافران أعشاب البوسيدان لمحتك
حاملا أصفادا في يديك ومفتاحا

***

2. سرير المطر

..
لقد غزوت أنت الحقل كما الأعشاب الطفيلية… ولدى وصولك
أحاطت غيمة بخار بالزهور … أنت لا ترى الصّمت
الذي يعبر من فوقنا مثل موجة خضراء…
ومع ذلك المتوحشة الحقيقية هي أنا المحاصرة باللغات
و التي لا يمكن أن يكون لها صدى…
عندما تصفق الباب أثر ماء يختفي في الأوّل
إثرها تحاصرني اللغات…
دون أن أنبس بكلمة أنظر إلى
البقع البنفسجيّة التي ترتسم على الجدران

ورقة دقيقة و طويلة تمتدّ نحوه و أقول لك
لا تخش شيئا فنسيجي من زجاج
وأنا كنت ميّتة… وها أنا حيّة من جديد…
في داخلي ليس ثمّة سوى عويل… وطحالب…
والغرف التي تحت البحر ليست سوى سرير من الأمطار

_______________
القصائد مقتطفة من مجموعة “عاصفة بعيدة” للشاعرة التركية لالي ميلدور 
ترجمها عن الفرنسية خالد النجار