فِيمَ لو/ أحمد الفلاحي

 

 

 

فيمَ لو مرّت الحرب قربك

ولم تفقد عضوا من جسدك

أو قريباً أو صديقاً،

لا يعني ذلك أنك في مأمن،

راقب ظلك المهتز

والشجرة الباكية

وتلك الدمعة النازفة من عين الشمس.

.

لو مرّت الحرب

وزلزال خفيفاً يلهث خلفها

يعني ذلك أن النهر خبأ عصافيره

والبحر فقد بوصلته

والمحيط مازال يفكر في الضغينة.

في الحرب يغيب الحب تحت الركام

ثم يموت

ولا يبعث.

فيما لو انتهت الحرب

ومازِلتَ مشردا في البعيد

تأكلك الغربةُ

والشجرةُ تٌسْقِطك ورقةً يابسةً

والحوافر كلها تتمرغ ببتلاتك

لا تفكر أن ينبت في قلبك برعم الأناشيد

ولا حتى تزهر في خدك قبلة أخيرة.

لو بقيت الحرب هكذا دونما انتهاء

والابواب تئن في وجهك كلما تبّسمتَ،

لايعني ذلك أنك حي

فالقذائف تعرف طريق قلبك.