فن النحت

 

 

تعريف فن النحت: يُعرف فن النحت (Sculpture) بفن تشكليّ يحوّل الأشياء المجرّدة ذات البعد الواحد إلى أشكال فنيّة ثلاثيّة الأبعاد، يتجسّد فن النحت في تصميم أشكال مجسّدة أو نقش نقوش على الأسطح سواء كانت على الطين أو الشمع أو الحجر أو المعدن وغيرها من المواد الموجودة، كما يشمل النحت تشكيل الأشياء وصبّها وتصنيعها وكذلك دمجها بطرق مختلفة.

نشأة فن النحت: ظهر فن النحت منذ عام 230 قبل الميلاد على يد المصريين القُدامى فتمثال أبو الهول الضخم دليل على قِدم فن النحت ثلاثيّ الأبعاد، كما وظهر فن النحت الغربيّ في اليونان القديمة بين (600-800) قبل الميلاد، وكان فن النحت يشكّل خطوة ذات تأثير عميق في كل الفنون التي تلت هذا الفن،كما وتختلف الأدوات المستخدمة في فن النحت تبعاً لتقدّم العصور واختلاف نهضة المجتمعات وتطوّرها عبر الأزمنة المختلفة. أهداف فن النحت بدأ فن النحت لأغراض جماليّة بحتة، إلّا أنّ النحت أصبح فيما بعد يحمل أهداف عديدة وهي: اتخاذ فن النحت حرفة ومهنة لأصحابها. بناء تصاميم ديكور مختلفة. استخدام الأشكال والأحجام ثلاثيّة الأبعاد. اتخاذ فن النحت كهواية وإظهار الجمال والإبداع.

الفن المصري القديم :

هو الرسم والنحت والعمارة وغيرها من الفنون التي تنتجها  حضارة مصر القديمة في وادي النيل منذ حوالي 3000 قبل الميلاد إلى 30 بعد الميلاد. وصل الفن المصري القديم إلى مستوى عالٍ في الرسم والنحت وكان كلاهما منمقًا ورمزيًا للغاية. تغيرت الأنماط المصرية بشكل ملحوظ على مدى أكثر من ثلاثة آلاف سنة. الكثير من الفن الذي نجا من هذه العصور يأتي من المقابر والآثار والآن هناك تركيز على دراسة معتقدات الحياة بعد الموت عند المصريين القدماء والحفاظ على المعرفة من الماضي.

اشتمل الفن المصري القديم على لوحات ومنحوتات من الخشب والذي نادرًا ما يبقى على قيد الحياة والحجر والسيراميك ورسومات على ورق البردي والخزف والمجوهرات والعاج وغيرها من الوسائل الفنية ويعرض تمثيلاً واضحًا بشكل غير عادي للأنظمة الاجتماعية والاجتماعية الاقتصادية المصرية القديمة.

ويشتهر الفن المصري برموز شخصية مميزة تستخدم للشخصيات الرئيسية في كل من النقش والرسم مع أرجل واقفة والرأس يظهر كما يظهر من الجانب ولكن الجذع ينظر إليه من الأمام. ويظهر في وقت مبكر تميز الفن المصرى القديم مثل لوحة نارمر من الأسرة الأولى ولكن هناك كما هو الحال في مكان آخر لا تستخدم الرموز المعروفة لشخصيات صغيرة والتي تظهر وتشارك في بعض النشاط مثل الأسرى والموتى. الطرازات الأخرى تجعل تماثيل الذكور أغمق من الإناث. وتظهر تماثيل بورتريهات تقليدية جداً منذ عصر الأسرة الثانية قبل عام 2780 قبل الميلاد وباستثناء فن فترة الهيمنة في عصر  إخناتون وبعض الفترات الأخرى. الملامح المثالية للحكام مثل غيرها من المواثيق الفنية المصرية ولكن تغيرت قليلا حتى بعد الغزو اليوناني.

ويستخدم الفن المصري نسبة هرمية حيث يشير حجم الأرقام إلى أهميتها النسبية. عادة ما تكون الآلهة أو الفرعون الإله أكبر من الشخصيات الأخرى وعادة ما تكون الشخصيات من كبار المسئول وعلى أضيق نطاق تحتوى المقابر على عبيد أو فنانين أو حيوانات أو أشجار أو تفاصيل معمارية.

ويمكن ملاحظة الرمزية في جميع أنحاء الفن المصري ولعبت دوراً هاماً في ترسيخ شعور النظام. على سبيل المثال يمثل الملك الفرعون قوته للحفاظ على النظام. كانت الحيوانات أيضا رموز رمزية في الفن المصري. بعض الألوان كانت معبرة مثل الأزرق على سبيل المثال ويرمز للخصوبة والولادة ومياه النيل التي تعطي الحياة. وبالمثل فإن استخدام الأسود للشخصيات الملكية قد عبر عن خصوبة النيل الذي ولدت منه مصر. أشار الذهب إلى الألوهية بسبب مظهره غير الطبيعي وارتباطه بالمواد الثمينة. علاوة على ذلك كان المصريون القدماء ينظرون إلى الذهب على أنه «لحم الإله». كما كان يطلق على الفضة اسم «عظام الإله» ويشار إليها باسم «الذهب الأبيض».

أشهر النحّاتين في فن النحت حديثا: النحّات براكستليز هو نحّات يوناني قديم عُرف بفضل النسخ اليونانيّة القديمة الأصليّة، ويعتبر تمثاله أفروديت كنيدوس هو أكثر أعماله شهرة وهو المثال الأول لشخصيّة أنثويّة كاملة الحجم ثلاثية الأبعاد، أمّا أعماله الأخرى فلا يُعرف لها أثر.النحّات أرسين أفيتيسيان وُلد الفنان أرسين أفيتيسيان عام 1971م في يريفان، و تخرّج من أكاديمية يريفان الحكومية للفنون الجميلة، وهو عضو اتحاد الفنانين الروس واتحاد الفنانين الأرمينيين ، واتحاد الفنانين الدولي باليونسكو، شارك في أكثر من 30 معرضاً خلال الأعوام (1993-2004م) كما وتُعرض المنحوتات الخاصّة به في المتاحف والمجموعات الخاصّة حول العالم، توّفي عام 2004.النحّات دوناتيلو لعب النحّات الإيطالي دوناتيلو دوراً مهمّاً في دفع عجلة الفن والثقافة إلى الأمام خلال عصر النهضة الإيطاليّة، وكان يعمل في فلورنسا التي يوجد فيها الكثير من أعماله فيها إلى يومنا هذا، ويُعتبر تمثاله البرونزي ديفيد علامة على حدوث تغيّر كبير في فن النحت، حيث يُظهر هذا التمثال مدى تقدّم الفن الذي وصل إليه من خلال أوجه الإبداع فيه. النحّات مايكل أنجلو يُعتبر مايكل أنجلو نحّاتاً بارعاً حيث يرتبط ارتباطاً وثيقاً باللوحات الجداريّة للأسقف المثيرة للإعجاب، حيث يُعتقد أنّ كل قطعة من الرخام تحتوي على عمل فنيّ مختلف لا نظير له، لمايكل تمثال منحوت يرمز لعصر النهضة الإيطاليّة أنذاك ويُلهم بقيّة الأجيال القادمة والمُقبلة على فن النحت. النحّات جيانلورنزو بيرني كانت مسيرة النحّات جيانلورنزو بيرنيني مثيرة للإعجاب طوال ما يقرب 70 عاماً، حيث كان منذ طفولته يصنع منحوتات رخاميّة واسعة النطاق، ومن ثمّ أصبح مهندساً في كنيسة القديس بطرس، وبالتالي ساعده ذلك على إنشاء ساحة للكنيسة بأعمدة ضخمة مشهورة بالمظلّة البرونزية المركزيّة المعروفة باسم برنيني.