صحراء/ وديع سعادة 

مع ذلك فعلتْ يدي واجباتها

وكدحتْ كالحفَّار في صحراء

وبينما أهرّب الرمال التي كانت في الماضي أمواتًا

تغرز أظافرها في كتفي وتعيدني إلى صوابي

إلى تاريخها المصنوع من طحن اللحوم

وإلى ذراع الهدنة

في جزيرة تهبُّ عليها رياح الجرحى

حاملةً الطعامَ للجنود

جمعتُ ثروتي بالغزو و الحيلة

ودحرجتُ عقدًا طويلاً من اللآلئ

حتى وصلَ إلى عنق الحياة

أقول لها تعالي، تقدَّمي يا حياة هذا لكِ

لؤلؤ نادرٌ من خليج بعيد لا تعرفينه، وهو لكِ أنت تعالي

وتهرب مني

حياةً ألمّعُ لها لؤلؤًا وتهرب مني!

صحراء شاسعة

ليس فيها أحياء ولا أموات

وعليَّ أن أتابع الحفر حتى يأتي ميت!