سنوات طويلة/ سامية رحمون

سنوات طويلة جلست على العتبة

جلست في صحن الدار

وجلست تحت الماء في المغطس

جلست وحيدة لسنوات

النوافذ كانت رفيقاتي الراهبات

وقلبي المهجور كان ديرا على الجبال

ولم يأت الله لقرع الجرس.

سنوات طويلة استغرقتها لتنقية الزرع من الحصى

لإدخال خيط في سم الإبرة

ولضفر سالفي

جلست وانتظرت المساء

سنوات طويلة

انتظرت الصباح

سنوات طويلة

وانتظرت السنوات سنوات طويلة

ولم يكن من شيء في حياتي يستدعي العجلة في النهوض

ولا التباطؤ في الانتظار

ولا التذمر بعد ابتعاد المشيعين بنعشي في نهار من الرياح

كان الهواء يهدأ بعد حين معيدا ذرات الغبار بهدوء إلى الأرض

وأنا جالسة لسنوات في صحن الدار

في انتظارك

بالحليب دافئا في ثدييّ

تحت الماء في المغطس الذي يصير أحمر مع مرور الزمن

على العتبة الملساء

وعلى كرسي القصب عند النوافذ سنوات طويلة

قبالة البحر

حيث لكثرة ما حدقت في الأمواج

صارت دموعي مالحة

لكثرة ما حدقت في الأمواج

تحولتُ إلى صخرة

خضراء بالطحالب.