روبابيكيا المعركــة/ ميسون الإرياني

 

ماذا يحدث حين تقتل زهرة

لأنك لم تجد من يعطيك عينين؟

 

ثمة جنود صدئون

هزمتهم المعارك

وقلّم قادتهم أناشيدهم

طفل في المقهى : يا عم

امنحني خوذتك

ورصاصة

الــ”بعبع” وضع دجاجتي في الحوض

غسلني من اللعب

أمي بكت

وأخواتي

حين لم أبكِ

ولم يعد لي يدان

 *

ثمة جنود خُرق وشرهون

لا يعرفون عدوهم

يلاحقون الوقت

ويشترون الأقنعة

يحدث أن يستيقظ طفل في الفجر .. يخرج ليشتري الموسيقى

يا عم

هلا أمسكت لي عصفورا

نصف الموسيقى في القلب

النصف الآخر من القلب في السماء

*

الحياة ليست سيئة

بالنسبة لجندي صغير

فشل في أن يصبح طبيبا

ساقه والده إلى التل وقال له

فشلنا في أن نعطي امرأتك حذاءً جديدا

السيوف تفتح الأحلام المقفلة

تقفلها بالــ  الله وحده يعلم

أي وحشة في الحرب تغري القبور بالنصر

*

الماء تسلل من فمي

قد يحدث أننا نهر

يتسلل إلى الحياة

عبر شفاه أسماكه

مثل الناس

حين تتسلل إلى نحيبها  باللهب

أريد أن أحبك

كما لو أنك شجرة

تنفث الحطب ولا تختفي

*

  هذا ليس انفجارا

إنها السماء تشجعنا  لنحترق

هذه ليست طائرات

إنها الجبال تعلّم نجومها الطيران

مثل حيوان مفترس تقترب منا الأصوات الصاخبة

لأننا نجهل نرتعش

بأنها الأرض تحتج حين تشعر بالأسى

هذه ليست حربا

أحد ما فقط استعار سعادتنا

*

لا حزن ولا فرح

يزور الشعوب التي تموت

كل يخفي حقله داخل جواربه

حتى لا يسرقها الخوف

التلميذ يخفي أحلامه

الأطباء يدفنون نقودهم

الشعراء المجاذيب

يجلسون على القصيدة

و لا يغادرون أسرتهم

الجنود ..أنفسهم

لأن كل شيء حولهم يؤلم

*

كل البيوت المظلمة حولنا

تبدو خفيفة بما يكفي

لجمعها في الكتب

النجاة لبيوت العناكب

والحصار

لأرواح القبور المسكينة

*

غدا يمر على شوارعنا حزن

و أغان لا نفهم ماذا تعني

لن يبحث أحد عن ميراثنا

نحن فقراء

سنرحل بمفردنا

لن يبكي علينا أحد

لن يعرفوا

بأننا وزعنا الدموع على التراب

مرات ومرات

لم  نشتر يوما حلوى

لذا لن يهتم صاحب المخبز

أنا حزينة

لأن الزهور لن تعرف مطلقا مَن جيرانها

حين نغوص معها

في حلكة الحقل

*

الموت ليس مخيفا كليا

ليس بمقدار الحياة

من يدري

ربما حين نستيقظ المرة القادمة

نجد أنفسنا  أجنحة ،

نغني كحنجرة بلبل،

  نزين شعر حبيبته الأسود الجميل

كزهرة بنفسج

نكون قريبين جدا

 ككوكب

أو قطرة في سحابه

*

أريد أن يكون نومي فاتنا

وأن تملأني بالشهيق والزفير

أريد من الله أن يختار لنا مكانا آخر

بعيدا عن سخونة الخطايا

أريدك لي وحدي

ساما جدا

حتى لا يقترب منك الفراق

و لا يقترب مني

كل هؤلاء يصدرون ضجيجا

لا شيء في هذه المدينة سيبقى

علينا أن ننصب شواهد الحرب

ونمرق من بينها

مثل عصفورين أزرقين يتناثران,

لا شيء يجب أن يبقى ,

 بينما أهم بقص شاهدينا وأزرع سريرا  متلفحا بالزهر والماء،

أضع رأسي على صدرك,

نعم,

مثل التي تراهن على شبق المجرة ,,

الأيام التي لا تستطيع العولمة عدها.

مجنون يقضي نهاراته في  جمع القرميد المكسور

 نقضي الليل في شد شعر المسرة

نبيض أحزاننا كجدران شقة جديدة

في قلبينا قوارير نبيذ ولهب

جوارب بيضاء

شراشف

ومنضده

هذا يكفينا لنكون شرسين

حتى يقتل أحدنا ساعة الآخر

ونتابع اللعب

بعد قليل سيدق جارنا اللطيف الباب

سيحرص أن تكون عيونه رمادية  بما يجدي لإزعاجك

 ستتأكد أنت من قص ساقه

سيمد ثلاث سنانير للحياكة

وكرة كبيرة من القلق

ليس مهما بالنسبة لي أن أعرف اسمه ، لكنك تصر على ذلك

تلك الشجرة الجرداء في حديقة المنزل لها اسم

تسميها شجرة الضغينة

لكن أحد المتشردين أسماها بمنزل الحب

وشرفة سريرنا

مظلة

تضيء في الليل،

سناجب تدور بصخب،

تماسيح تكفي جلودها لبعثرة هواجسنا،

تجار يحصون الغيوم في جيوب زوجاتهم

كل هؤلاء يصدرون دخانا

 يشعلون ضجيجا مشمسا

في اشتباكاتنا الحميمة.