خلف الضباب/ عبد الأحد بو دريقة

للرِّيح هَذا الكَلام

للقَادمين

يُروِّضونَ الأسْلاكَ بأنَامل مَوتهم

لصبَّار أسرفتُ أخطُو في اتجَاهه

للغَريب الَّذي أقفلَ البَاب،

وجلَس أمامَ ظِلّه يَتنفسُ صَمتَه

ويُقطر غَـيمَه

قالَ لي مرَّة : أنتَ مَيت

أنتَ فَارغ ومَهجُور ومنكَ إليكَ،لا شَيء

صَدئا وُلدتَ

وأصبتَ بالضَّحك وبالصَّمت

فلا تَبحثْ عن يَأس قَديم يُفسرُ يُتم أصَابعك

الحربُ

والقَبيلةُ تـُضيئَان كلَّ شَيء !

ومَرة خلفَ الضبَاب لَم يعرفْني

كنتُ إشارةً تغرَق

لم يجدْ شفتَيه لكيْ يُسمِّيها

مِثلي هُو غائبٌ يتدفأُ بحطَب الذكريَات

وينتظرُ مَجيءَ الأعمَى.