جزر الملح/ مظفر النواب


الآن ….
والعلم برتقالة
تدور في بنفسج الأرواح
من قوة ذاك السائل الوحشي في أعماقها
تفتح تلك الشفرة العديمة الألوان للبوح
على غرائز وجهك الذابل من أعوامي
ليلتين في السرير
وصمتك المرتاب طائر مقيد صغير
تم احتضار العالم القديم
وارتخت قبضته
لم يبق إلا طلقة الرحمة في جبينه الجنائزي
ثم تطلق العصافير إلى بلادها
ويرجع الأسرى الذين فحمتهم رحلة الليل
سوف يعود مركبي العتيق مثلهم
لكنني مدبق القميص بالدم البنفسجي
والصمغ الذي تفرزه العودة في الخد الرمادي لكل الذكريات
والشبابيك التي ولى صباها
ولا تنامي فإني أشتم طيات دموعي
تنشر الآن
وأصوات احتجاجات على التأخير
في مرائي الأغراب والتلكؤ الحزين
لم يبق إلا أن ارتب الغربة في صندوقنا
مع الثياب والأوراق والمهانات
التي سمعناها
من المستنقع الموبوءة في غياهب السنين
هذا دخان المركب الكبير يا حبيبتي
يجلو القناديل المدلاة على الميناء
يا للزرقة الملائكية الجناح
يا للنار تلقي نورها السحري في وجه المعذبين
إنهم ينتزعون ذلك الروح العنيد في المرساة
حتى تستطيل العضلات في وجوههم
وينصتون للمحيط في قراره الرهيب
لقد دفنا نصف من نحبهم في جزر الملح
وأقعينا على الشاطئ كالفقمة في صمت
وكانت سفن الأغراب تلقي بفتات الخبز
في وجوهنا
لكنني نهيت بعد ذلك الموت الكبير
لم أعد من المكوث والرحيل
لم أعد هنا