اليوم يصلح لقبول الهدايا/ أسامة بدر

 

 

حين غرق البحارة كلهم

تمسكت هي بأخر عرق خشبي في السفينة

ركبته كحصان يشق قلب البحر

حين ارتعش قلبها

أخرجته ووضعته في زجاج نبيذ فارغة

كانت ترحل وحدها لتنجو من الغرق

وضعت البنت قلبها في الزجاجة ورمتها بعيدا

قالت : هاتِ لي فارسا

….

على الضفة الأخرى

يجلس جندي متقاعد

فقد قلبه أثناء الحرب ،

حين كان في نوبة حراسة يفكر لو يكتب رسالة لحبيبته

هاجمه الأعداء فجأة فخاف على قلبه

أخرج الجندي قلبه ووضعه في مظروف

كتب عليه : ” لحبيبتي .. وشكرا لساعي البريد “

علقه في قدم طائر غادر للتو

يهرب من صداع شديد سببته القنابل

….

سنوات كثيرة مضت

قبل أن يصطاد الجندي زجاجة النبيذ

ويخرج قلب الفتاة

حين كان الطائر يحط على رأسها وتفتح الرسالة

في يوم كهذا ..

يصلح لقبول الهدايا.