إلى غريبٍ: والت ويتمان / ترجمة: محمد عيد إبراهيم

 

 

لا تعرفُ، يا غريباً عابراً! 

كم أُعوّل عليكَ في شوقي،

فأنتَ ما أَنشُدُ، أو أنتِ ما أتمنّى

(جاءني هذا بهيئةِ حلمٍ)

في مكانٍ، ذات يومٍ،

عشتُ معكَ حياةً من المتعةِ

نذكُر سوياً ونحن نمرّ

ـ جنبَ بعضنا البعضِ ـ

رشيقَين حنونَين عفيفَين ناضجَين،

أنكَ قد كبُرتَ معي، 

كنتَ ولداً معي، أو بنتاً معي، 

أكلتُ معكَ، ونمتُ معكَ،

ولم يعد جسمكَ لكَ،

ولا خلّيتَ جسمي لي،

وهبتني لذائذَ عينيكَ،

وجهكَ، لحمكَ، ونحنُ نمرّ،

ثم أخذتَ لحيتي، صدري، يَدَيّ،

لقاءَ أمري كلّه، 

ليس لي أن أُكلّمكَ،

لي أن أُفكّر فيكَ

وأنا جالسٌ وحدي، أو

حين أستيقظُ في الليالي، وحدي

عليّ أن أرتقبَ، فلا شكّ عندي

أني

سألقاكَ ثانيةً

وأُشايعكَ حتى كأني لن أخسركَ. 

..