أُُمنِّي النفسَ وصلاً من سُعاد/ ابن الخياط

 

أُمنِّي النفسَ وصلاً من سُعادِ

وأين من المنى دَرَكُ المُرادِ

وكيف يَصحُّ وصلٌ من خليلٍ

إذا ما كان مُعتَلَّ الودادِ

تمادى في القطيعة لا لجُرْمٍ

وأجفى الهاجِرينَ ذوُو التمادي

يفرِّقُ بينَ قلبِي والتأسِّي

وَيَجْمَعُ بَينَ طَرْفِي والسُّهادِ

ولَوْ بذَلَ اليسيرَ لبلَّ شوْقي

وقدْ يرْوى الظِّماءُ منَ الثِّمادِ

أمَلُّ مَخَافَةَ الإمْلالِ قُرْبِي

وبَعْضُ القُرْبِ أجْلَبُ لِلبِعَادِ

وعندي للأحبةِ كلُّ جفنٍ

طليقِ الدمعِ مأسورِ الرُّقادِ

فلا تغْرَ الحوادِثُ بِي فحَسْبي

جفاؤُكمْ منَ النّوَبِ الشدادِ

إذا ما النارُ كانَ لها اضطرامٌ

فما الدّاعي إلى قدحِ الزنادِ

أرى البِيضَ الحِدادَ سَتَقْتَضِينِي

نُزُوعاً عنْ هوى البيضِ الخرادِ

فما دَمعِي علَى الأطلال وقفٌ

ولا قلْبي معَ الظُّعُنِ الغَوادي.

..