أنا مينائي الوحيد/ نجاة الظاهري

اعتدتُ أن آوي إلى مينائي

إن باتَ كلٌّ رافضاً إيوائي

وحدي.. أشيدُ لجنتي أركانها

وأخيطها من دهشةِ الأشياءِ

لي ما أشاءُ من المحبة.. لي دمي

يجري به اسمي.. مُكثراً خُيلائي

أنا لا أشابههم.. ولستُ بسيطةً

شمسٌ أنا.. معمورةٌ بضيائي

مهما أرادوا طمس ضوئي، لن يروا

إلا احتراق ستائرِ الإطفاءِ

كم حاولوا.. قطعوا النخيلَ.. وبعثروا

صرمي.. وألقوا صخرهم في مائي

واجتزتُ مرحلةَ الحروبِ.. بغير ما

أثرٍ على ذاتي.. على أصدائي

مهووسةٌ هذي الحياةُ بضحكتي

وتُعبّدُ الطرقاتِ لي.. وسمائي

ما ضرني أحدٌ يسوّد ظنّهُ

نحوي.. أنا فوق الظنون اللائي

آوي إليّ.. إلى ظلالي.. وحدَها

خبَرتْ خُطى سفري.. وصبر عطائي

وأعيد ترتيبي بدون صعوبةٍ

وأمدّ صبحي في مدى الظلماءِ

لا نايَ عندي.. رغم حزنٍ غائرٍ

في الروح.. عندي رقصةُ الإحياءِ

وأصيلةٌ فيّ اللطافةُ، لم تكن

عرضاً لتربيةٍ ولا أهواءِ

والحبُّ دينٌ أولٌ بعقيدتي

والوردُ والأنهارُ من أبنائي

صدّيقةٌ لي، كلُّ أشياء الوجود

الرائعاتُ.. بغير ما استثناءِ

أنا من أجيبُ.. إذا طغت أسماعهم

وتجاهلوا رغم الهدوء.. ندائي

أنا من ألوّنُ خطوتي بالعشبِ

حينَ تسيلُ تحتي صعقةُ الرمضاءِ

أنا من أطيرُ.. أنا أطير.. ووحدها

روحي خبيرةُ منهجِ الإسراءِ

آوي إليّ.. فكلّ شيءٍ آخرٍ

سيزول بعد تشتّت الإغراءِ

الوهمُ أصلُ وجودهِ.. أما أنا

فحقيقةٌ أقوى من الإنهاءِ