أمام نزوة بحر/ رضا أحمد

اعطني قبرًا شاسعًا

مغطى باليرقات تحت صوبة خضراء،

على مسافة من الشمس والمحبة اللزجة

التي تتيح للآخرين رؤيتي شاحبة في صندوق.

أعطني أولى دفعات التتويج

قطعة يابسة من الأحذية،

بعيدة عن متناول الكراهية،

أجعل أحدهم يتورط في حماية حواف قلبي بالثلج

وآخر يعلق فوق شفتي وردة

وتحت سرتي قنديلاً.

صنعت فطيرة أعشاب بحرية

وقفت أمام البانيو،

أفرك حبات الريح في كفي،

أشد أطراف المياه بين قدمي ووميض السقف

وأغني

في انتظار المدد

وتاريخي الذي تعرى أمام نزوة بحر

يتخبط سكران تحت بقايا قمر قديمٍ،

عالقة إلى الأبد على مائدة حوت

يغسل أسنانه بسواري السفن الغارقة.

جسدي تنقصه الرقعة التي تحطم عندها أسطول الملك

وأعلن منها الوزير

تلف كل الأقمشة الملونة

والرايات المزخرفة

أمام المرايا؛

تبعثرت هكذا في ملابس الحداد.

أمس وصلتني روحي في طرد

مع سرية نحل

خائفة،

آويتها تحت نافذتي،

كانت تبكي

بينما جدران ذاكرتي تتسلل هاربة

بما تحمله من صور وأصوات،

أعرف أنها ستمضي معي بعض الوقت

وأن هروبي منها أحيانا

مجازفة متأخرة

إلى بقعة آمنة أو خيط رماد.

روح بهذا الوهن عليها أن تستلقي بأريحية

وتبتلع أقراص العسل،

وتتمرغ على جنبيها جيدا في الطين

كلما اشتاقت إلى رائحة رجل.

..