ألحق بقطار لا تقابله اللهفة / رنا التونسي

كان المسافرون يرصفون طرقاً جديدة

تحويلات أخرى لزحزحة الأنين واليأس

وعمال يشتغلون في الصهد

لبناء أعمدة جديدة

مبانٍ تخبرك أنها بلا شتاء

بلا نوافذ

تدفعك إلى القفز.

كانت المدينة قاسية بمحبتها

وبالثراء

الذي يتركك لا تريد أن تذهب إلا إلى البيت

بقدرة غير معقولة على الضياع.

..

عندما أنظر إلى نفسي خلسة

إلى الأخطاء التي أرتبها،

أكوّن معها صداقة حميمة،

الأخطاء التي تربت على روحي عندما أشعر بخوف،

عندما أنظر إليها

وأنظر إليك

لا أصدق أني ولدتك

أني أصبحت أمك يا صديقي.

..

عندما ولدتك لم يكن هناك بحر يمسك بيدي

كان هناك شخص يحاسبني:

لماذا ملأت البيت ألواناً؟

كنت أفكر في الهرب

ولا أهرب

كنت تمسك بيدي

تنظر إلى عينيّ

عندما ولدتك

لم تكن لحظة الميلاد معجزة

كنت ذليلة

مكسورة

غارقة في الألم.

..

كان الغرباء يسكنون عظامي

وكنت أحبك،

محبة الناجية من الموت

المستيقظة لتعشق

كل يوم كأنه أول يوم.

عندما قابلتك

أحسست أني ممكنة

أنه يمكنني فعلاً الوقوف الآن

أن أفتح الباب

وأصحو.