أقصوصة المنبه_قصة قصيرة/ عبد الرحيم التدلاوي

سقط الضمير مغشيا عليه, نتيجة يقظته الدائمة, و حيويته الزائدة و نشاطه الدؤوب.. حمل على وجه السرعة إلى غرفة العمليات, حيث أجريت له عمليات جراحية عدة!! حين استيقظ, وجد نفسه بغرفة واسعة يعمها الظلام, فوق سرير متهالك و غطاء عفن, و بجواره أسرّة تئن.. تحامل على نفسه يبغي الخروج.. تناهى إليه حوار بين ممرضين: توافد على المستشفى, خلال هذه المدة, الكثير من الأطفال المتخلى عنهم..

رائع!سنغتني إذن!!

كيف ذلك؟

سنبع هؤلاء.. و عندي طلبات عدة, حتى القائد الثري يريد واحدا, و هي فرصة لآخذ بعض ماله المكدس.. أحس الضمير بدوخة, و رغبة في التقيؤ, انسل من الباب الخلفي.. و هو في الطريق, شاهد رجالا و نساء يؤمون الحانات أو يخرجون منها و أيديهم تحيط بالأجساد الطرية.. و شاهد نساء يعرضن بضاعتهن, تحت عيون الشرطة المانعة للفوضى, بكل شفافية.. حتى إن واحدة تجرأت عليه: تعال أذقك حلاوة لم تذق مثلها في حياتك….ههههههههههه، فر منها هاربا, و إذا بسيارة مسرعة يسبقها المنبه ..تصدمه فيطير.. ويبقى الزمور شغالا.. أيقظني الصوت الصارخ ، فتحت عيني مغضبا أوقفت المنبه.. و أسرعت بالنهوض لألحق بعملي.. قبل فوات الأوان..