الشعر الحر

أرصفة الإشارة/ سيف الرحبي

    من البعيدِ، حيثُ يسكنُ الغيبُ تُشيرين إليّ بإيماءةٍ كأنما اليمامُ حطّ على رأسك الجميل كأنما الشهبُ وأرواحُ البحّارة وأرصفةٌ غادرتها من سنين، تُشيرين إليّ طيورُ سمّان عادت من هجراتها الكثيرة إلى شواطئ تحلمُ بالرحيل في لحظة يشطرُها البرقُ تلوّحين بأيدٍ متعبةٍ في محطّات يختنقُ فيها الهواءُ والمسافرون على مقربةٍ من الطفولة وكان شجرٌ، تهزّه ريحٌ خفيفةٌ ريحُ خريف ...

أكمل القراءة »

أصحو على إيقاع قلبي/ عبد الله الفيفي

أصحو على إيقاع قلبي حين يدركني المساءُ وأَلُمُّ من وجع السنينِ براحتي ما لا أشاءُ.. … أتردُّني خيلُ الحروفِ لنخلتي الأُولى، وبسمةِ أُمّيَ الأُولى، إلى بيتي المعلّق بين أشواقي على صدر المعاني الشاعريَّةِ، حيث تحضنني السماءُ؟ أتردُّني خيلُ الحروف الجامحاتُ إلى جفون الماءِ، أنقى من عيون الغِيدِ، أرقى.. يستبدّ الوجدُ أحيانًا ويغمرني الصفاءُ؟ أتعيد لي نهداً تكفّن بالحليبِ إلى الحبيبِ، ...

أكمل القراءة »

للفتى أن يلعب الآن كثيرا أو قليلا/ مصطفى خضر

للفتى أن يلعبَ الآنَ كثيراً أو قليلاً وعليهِ، وحدهُ، أن يهتكَ السرَّ، وأن يدخلَ في تجربةٍ أولى شهيداً أو قتيلاً فانتظر وقتاً قصيراً أو طويلاً قبلَ أن تُختتم اللعبةُ بالغشِ، وأن ترمي بالأوراقِ أيدي اللاعبينْ واقرعِ الطبلةَ، وليتحدِ الطبالُ بالطبلةِ، ولتسمعْ صراخاً وغناءً وهتافاً وعويلاً وابتدىءْ بالسكر تلكَ البرهةَ المنتظرهْ قبل أن يمتزجَ الخمار بالكرمةِ، والروحُ بجسمٍ تستعينْ! للفتى أن ...

أكمل القراءة »

كما رغبت إلي/ فدوى طوقان

كما رغبتَ إليّ أبعدتُ تلك الصّورة ألقيتُ بالأوراق في موقدِ النّيرانْ كتمتُ أنفاسَها في حفرةِ النّسيانْ نفضتُ منكَ اليدينْ ما أنتَ بالطَّيبْ قد كنتَ قرّةَ عينْ عشواءَ ضلّتْ فتاهتْ عن الطّريقِ السويّ  العينُ عادتْ بصيرةْ سليمةً من عَشاها أبعدتُ تلك الصّورةْ كما رغبتَ إليّ لم يبق شيءٌ لديّ لا حبَّ لا بغضَ حتّى لا وخزةً من ألمْ لم يبقَ لي ...

أكمل القراءة »

رثاء نزار لزوجته بلقيس/ نزار قباني

شكراً لكم  شكراً لكم  فحبيبتي قتلت .. وصار بوسعكم أن تشربوا كأساً على قبر الشهيده وقصيدتي اغتيلت  وهل من أمـةٍ في الأرض  إلا نحن تغتال القصيدة ؟ بلقيس  كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل بلقيس  كانت أطول النخلات في أرض العراق كانت إذا تمشي  ترافقها طواويسٌ  وتتبعها أيائل  بلقيس .. يا وجعي  ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل هل يا ...

أكمل القراءة »

الناس في بلادي/ صلاح عبد الصبور

    الناس في بلادي جارحونَ كالصقورْ غناؤُهم كرجفةِ الشتاءِ في ذُؤَابَة المطرْ وضحكُهم يِئِزُّ كاللّهيبِ في الحَطَب خُطَاهُمُ تُرِيدُ أن تَسُوخَ فِي الترابْ ويقتلون، يسرقون، يشربون، يجشأُونْ لكنهم بَشَرْ وطيِّبُون حينَ يَملِكونَ قَبضَتَي نقودْ ومؤمنون بالقدر. وعند باب قريتي يجلس عمّي “مصطفى” وهو يحبُّ المصطفى وهو يقضي ساعةً بين الأصيل والمساءْ وحوله الرجالُ واجمون يحكي لهم حكايةً .. تجرُبةَ ...

أكمل القراءة »

أبكي غيابك/ كمال خير بك

أبكي غيابك أم غيابي وجوادك الفضي يصهل عند بابي؟ أبكي ويرد عني الصهيلُ : أنت المسافر في عذابي وأنا القتيلُ. أبكي ولست عليك أبكي بل على وطن عثرت عليه في أشلائك المتبعثره. أَبكي وقد مر السنونو، وامتد حقل الحزن من صوتي إلى كل الخيام وشرعت أسأل: من يكونُ هذا المهاجر في قطار المجزره؟ وصرخت: لا، لا تمنعوه من الرحيل وقد ...

أكمل القراءة »

عبد الله يسأل عن مكاتيب مريم/ محمد القيسي

يا قصب الأرض تجمّع وامددني بالقدرة لأغنّي يا قصب الروح أعنّي في السعي إلى ملكوت الحب لأخرج أكثر صدقا, وشفافية, وليصفو صوتي, فتكون له شرفات أبعد ضوءا وحدائق يأوي المغلوب إليها فيبلّ الريق ويأخذ زادا ويواصل أسئلته مريم يا قصب الروح وكتابي المفتوح يا أختي أيتها الطالبة يدي ونشيدي النائمة على أيّ رصيف أعبر , أو وجه أنظر , والراعية ...

أكمل القراءة »

سرير تحت المطر/ محمد الماغوط

الحبُّ خطواتٌ حزينةٌ في القلب والضجرُ خريفٌ بين النهدين أيتها الطفلة التي تقرع أجراس الحبر في قلبي من نافذة المقهى ألمح عينيك الجميلتين من خلال النسيم البارد أتحسَّسُ قبلاتكِ الأكثر صعوبةً من الصخر . ظالمٌ أنت يا حبيبي وعيناك سريران تحت المطر ترفق بي أيها الالهُ الكستنائي الشعر ضعني أغنيةً في قلبك ونسراً حول نهديك دعني أرى حبك الصغير يصدحُ ...

أكمل القراءة »

الباب تقرعه الرياح/ بدر شاكر السياب

  الباب ما قرعته غير الريح في الليل العميق الباب ما قرعته كفك أين كفك والطريق ناء بحار بيننا مدن صحارى من ظلام الريح تحمل لي صدى القبلات منها كالحريق من نخلة يعدو إلى أخرى و يزهو في الغمام   الباب ما قرعته غير الريح آه لعل روحا في الرياح هامت تمر على المرافيء أو محطات القطار لتسائل الغرباء عني ...

أكمل القراءة »