لو كنت أعلم/ إيناس سلطان

 

 

 

لو كنتُ أعلم

أنني لو مسدتُ رأسك

لانفرج الوقتُ قليلًا عنك،

(الوقت الذي يضيق عليك مع أنك لا تتسع)

 

لو مسدتُ رأسك، وحكيتُ لك حقيقةَ

أنّ الدم في أحلامك لن يفسد تأويلها

وأنّ الدم هو الدم

وأنّه لن يفقد خاصيته

بالتسرب مهما حدث.

 

لو كنت أعلم

لأخرجتك حين ناديت.

 

 

لو كنت أعلم

أنها تمطر 

بينما تدفن قبيلة الأوساج

غليونًا في أراضيهم المسلوبة.

 

أنها تمطر

بينما يتبعك الأطفال والعمال

والأمهات وكل الخلق

(ليس لأنك شاعر، بل لأن لك هيئة الفارين)

أنها تمطر

بينما

تقفز من الغضب.

 

(اقفز

اقفز

لكن بعيدًا عن العتبة،

فقد تجلب لنا شيئًا غير العتمة).

 

لو كنت أعلم

أنك لم تدارِ شمعتك عن الجميع

لأنك تؤمن بالحسد.

بل لأنك بلا شمعةٍ من الأساس

(والشمعة يأكلها الموتى

الذين تركوا حوائطهم فارغة)

كما قال الميت زكريا محمد.

لو كنت أعلم أنك ميت

وأنك أكلت شمعتك.

 

لو كنت أعلم

أنه موسم حصاد العنب

لاشتهيت النبيذ

لاشتهيت النبيذ، وكففتُ عن اتهام اسمي بإيلامي.

 

لو كنت أعلم

أنّ كل ما أعانيه بسبب

أنني كنت فاتحًا للرحم

أنني كنت البكر وأول من أراق الدماء.

“لي كل فاتح رحم من الناس والبهايم، إنه لي”

كل

فاتح

رحم

من

الناس،

لي.

 

ولو كنت أعرف قصة “سرير بروكست”من قبل،

لتنبأتُ أن الحرب على بيتي الذي هجرته لأنني أكرهه

سيقتلني. وأنني

كشخص جاء من هناك

يلزمه مجرفة وممحاة.

ممحاة

و

مجرفة..

 

وآهٍ يا بوب ديلان،

أنا لا أعلم أيضًا

كم عام يمكن للجبال أن تبقى قبل أن يجرفها البحر!

 

لو كنت فقط أعلم

أنني من

اليائسين

 الذين لا يضيؤون.