يغازل الموتَ اليمامَ/ رشـا صـادق

 

 

كيفَ يغازل الموتَ اليمامَ المسترخي على الشرفة
يدعوه للرقصة الأخيرة
و يضجر سريعاً من المنقارِ الذي لا يتقنُ النقرَ على الدفِّ…
السلامُ على اليمامِ لمّا يُبعَثُ لوناً أبيضَ في اكتمالِ قوسِ قزحٍ إلى وطن ,
و السلامُ على قوسٍ هجره السهمُ إلى منافي السنديانِ
يندسُّ تحتَ اللحاءِ و يسيرُ ببطءٍ , ببطءٍ
كي لا يفتقَ النسغَ و يرتدَّ من الزندِ حيّاً.
يا موسمَ الأحمرِ على الأبيض و موسمَ الدمِ على الدمعِ و موسمَ الملحِ على شفاه الصبيّة,
هيّأتُ سلّتي , ووقفتُ أمتدُّ للتفاحِ
لوّحتني الريحُ فاهتززتُ و سقطتْ من رموشي غزالةٌ شقراءُ
ركضتْ… ركضتُ
ثمّ تذكّرتُ أنّني خيالُ مآتةٍ حزينةٌ
فرجعتُ أمتدُّ كالتفاحِ , أهشُّ قطعانَ الغيمِ عن شمسي
و أغسلُ صدري بماءٍ لم يغسلوا به موتاهم بعدُ
يسيلُ من كاحليّ الممسوسينِ بالرقصِ إلى القبورِ الصامتة,
و يهتزُّ كما لو على موسيقا أعراسٍ لا تنتهي فجراً….
من يلومُ خيالَ مآتةٍ لو عقدتْ على خصرها زنارَ نارٍ و رقصتْ أو احترقتْ
كغجريةٍ لا اسمَ لها , خواتمها
فصوصُ عاجٍ منحوتٍ من شتّى الجماجم؟!
مذ رأيتُ التفاحَ يصفرُّ في خدودي أيقنتُ
أنّ مربّى النساءِ لم يعد يُحلّي أحلامَ العشاقِ
و أنّ الموتَ يضاجعُ الفساتينَ و شروخَ المرايا….
و لمّا نفرَ الدفُّ عن أصابعي تمنيتُ لو أصيرُ صرخةً أو صراخاً
يسقطُ من على كتفي.