ليس من أجل العبرة/ خالد الجبور

 

 

في الليل،

على مصطبتي الحجريّة

تتدانى قبّة النجوم

ويصعدُ، كالبخار، غناءُ الصرّارات

***

رأس الجبل كعبة الرّياح

أنا السادن المقيم أناديك :

– تعالَ أيّها البعيدُ مع الرياح

تعالَ، وإن كنتُ أجهلك .

***

بعيدة أضواء المدينة

قويّةٌ أنوار النجوم

أستطيع أن أستحمّ بفضّتها

أستطيع أن أجفّف جسدي

بقطعة من الليل .

***

ليس من أجل العبرة أمشي في الأرض

أنا أتتبع أثري فوق الصخور،

وفي الأخاديد التي تحفرها المياه في التراب .

***

رؤايَ رؤى هذه الأشجار

وموقفي موقفها :

تبذل أغصانها للشمس والعصافير

تمدّ جذورها نحو الينابيع

وتقبضُ، دونما ضجيج، على النار

في جذوعها .