كنا هناك..
قدمه اليسرى أصابها الشلل،
أما عينه الوحيدةُ .. فقد أبصرتنا جميعاً…
كان يهترئُ بخفة بهلوان، وقلبه مثل شراعٍ ثَقَّبته الريح …
كنا هناك ،لم نستطع أن نسحب الكاميراتِ من الحقائب،
فالمشهدُ يستحقُ أكثر من لقطةٍ محايدة،
ولم نكتب شيئاً ..
فلا أحدَ يصدقُ أن جوقةً من التراتيلِ كانت تمشي خلفه..
نساؤنا أعدَّتِ الماءَ الساخنَ ،و جوزَ الطيب ،
و الخياطاتُ منهن مزقن الخيام، لكي يصنعن رداءً لبقيتهِ..
المغنّون كسروا قيثاراتهم ،إذْ لم يسبقْ لهم أن امتدحوا خيبةً بهذا البذخْ..
كنا هناك لم نحرك ساكناً ،
فقط ..انتظرنا إلى أن تلاشى..
رسم الأطفالُ كرنفال روحه بالأخضر،
قال الرجالُ شكراً للرب لأنه مات ،
لكنهم كانوا يدركون تماماً..
أن زوجاتهم سينجبن أولاداً بعينٍ واحدة!!