قطار العاصمة/ دلشان آنقلي

قطار أمي كان يعرف طريقه ، مرتوياً بِشَوقِه

  ممتطياً صهوة الريح 

غير آبه بالأعشاب الضارة  ،

ذلك الحصان النبيل ..

سافرَ الى البعيد و لم يعد ..

*

قطار  أطفالي .. بمحّرِكٍ مبحوحَ الصوت على سكّة مزيّفة ،

 كمكّوك ضائع في فضاء الترهات 

في تسبيحٍ لسرابٍ بعيد الشفاء

*

قطاري .. ما زلت أمكث فيه ،

حصانٌ مربوطٌ  مُنكَّس العنق ، يَضربني بحوافره

و أنا  أرْعى القبلات الغائبة في تياترو الغياب

 طموحي أن ينهض بمحض إرادته ،

ويمر بقبر أبي العلاء المعري ويدخل في فلسفة جديدة

إحياءً لرسالةٍ أبعدَ من الغفران

*

لأكون واقعية أكثر

القطار مقيّد بالسكّة ، كيف له أن يخرج ؟

والرّيح غير مؤاتية  ، للجلوس على مائدةٍ معاً

لكن الأسئلة تجدي للزمن ،

حسبنا ، بعد الآن ،

 لن نجتمع  إلّا في صورة جماعية في ألبوم العائلة القديم

أو في مقبرةٍ جماعية كقشعريرة واحدة

*

كلثّة عجوز يحكمه الضجر ، فاقداً طقم أسنانه .. سكة الحديد ،

 يشدّ وجهات بُعد النظر  إلى بعضها  

بينما قطار المدينة  مغروزاً في لثةِ المحطة الرئيسية ،..

يتأّلَمُ  لإحتقانِ ضرسِ العَقلِ الكبيرِ ،

يَنْخرُ الصَّدأ  لثَّة العتم  .. في إستباحة علنية لإنكسار شوكة القطار  ،

قطار المدينة .. يتقلَّبُ في عرباته

يُؤازرُ الحرّية في إحدى أصعب رحلاته !

الرحلة طويلة ..

المسافرون على متن نقيع الإنتظار ،

و العابرون يُفَصِّلون الحلم على مقياس ريختر

كزلزال كهلٍ  يَلِدُ مسوخاً فاقدة  الذاكرة ..

والأكثر بروزاً في وثنيّة العينين.

..