ستبدأ الحكاية من جديد/ زيزي شوشة

الأصوات منسحبة إلى البعيد

يحملها الهواء الأسود،

ليصنع ضبابا محكما

وأنتم تعانون من الصلابة

قل لي أيها السائر:

كيف تمر على تلك المسكينة،

دون أن تذوب عظامك،

أنا أبكي كل يوم،

حتى تنضج ثمار الشجرة الوحيدة

أبكي حتى تتكون غيمة في السماء

أبكي حتى يختفي تاريخي،

وأصبح بيتا مهجورا على الطريق

………

أنتم أقوياء حقا،

شظايا منثورة على الطريق

تنفذ بمهارة إلى قدم غريب

قذائف مستقبلية

عظام قادرة على ذبح العنق

أود أن أعبر لكم عن قوتي:

سألقي قصيدة على،

جسد الرجل الأخرس،

ليسيل منه الكلام دما

بالحكاية المزهرة فوق جسدي،

سأبدد ظلام الرجل الأعمى

ليبتلع الضوء كله،

ثم يتساقط كقطرات الندى

بالإيقاع الصاخب،

سأثني الرجل المستقيم

إلى أن يصير نطفة

سأمرر أغنية مذبوحة

في جسد الرجل الأملس

ليصبح شارعا لمتداولي الحزن،

إذا حكيت لك عن جولاتي،

في وسط المدينة،

سأوسع شرايينك المتصلبة،

إذا أمسكت بيدي،

ومشينا معا

إلى نهاية الشارع،

إلى آخر القصيدة،

ستبدأ الحكاية من جديد …