دم العساكر/ محمد أحمد إسماعيل

الحديقةُ لا تشبهُ إلا الحديقةَ

فلماذا تشدُّها من أذنيها؛

كلما أغواك المجاز

وتتركُها على رصيفِ القصيدة

كبقايا أرملةٍ من رماد

ولا تعبأُ بدموع أزهارِها اليتامى

…………

حينما تطرقُ الشمسُ خَصاصَ نافذتي

أتظاهرُ بالنوم

وأتكوَّمُ كجنينِ الهزيمة

في رَحِمِ مُلاءتي

وأتبوَّلُ في سريري

كدولةٍ نامية

…………

البناتُ الصغيراتُ في منازلِنا البعيدة

في الليلِ؛ يغافِلنَ جَداتهنَّ

يتسحَّبنَ على أطرافِ أحلامِهنَّ

ويسرقنَ من ماجورِ حكاياتهنَّ عجينًا فائرًا

يكوِّرنَهُ أثداءً زائفةً على صدورِهنَّ الملساء

ويصعدنَ إلى الأسطحِ

ليضاجعنَ عفاريتَ الحكايا

………

في لعبةِ الشطرنجِ؛

أستطيعُ أن أهزمَكَ يا سيِّدي المغرور

بشرطِ ألَّا تحتمي بالطابية

وألَّا تُسيلَ دمَ العساكرِ البائسينَ

كلما اقتربتُ من تخومِكَ النيئةِ.. عاريًا

وألَّا توجهَ فِيَلتَكَ المسعورةَ نحو كعبةِ روحي

لتهدمَها، وأنت تقشرُ التفاح في شرفة قصرك العالية

وألا تعقرَ أحصنتَكَ بسيفِ نزوتِك الساذجة

فقط..

انزل لي وحدَك

وواجهني؛

مَلكًا.. لِملكْ