أكرهُ المقصّات التي تشذّبُ أجنحتي/ منار شلهوب

في الواقع ..

حتى وإن كانت تنمو بطريقةٍ خاطئةٍ, فالعصافير التي تشدّها الخيوط تنفض أجنحتها فزعاً وتهوي إن تجاوزت عشّها واكتشفت أنه محمولٌ على غصن..

ولأنني كنت دوماً

أبحثُ عن حبّ ينمّي نباتات القلب لأطير

أراقب غرفتك – تلك التي تقترف كثيراً من الدخان والموسيقى – محاولة التوازن على غصني بساق واحدة

وأمتدُّ على جدرانها نبتةً مستعدة للنموّ والعطاء

أو أرمي قلبي من النافذة للجدار المقابل عساه يصير لوحة أمامك تتسع لوجهي,وتبعد مشاغبات تلك التي تُعبّر عن حبّها لك بالكثير من الفساتين القصيرة..

فكل الأشياء التي وددتُ كتابتها لك ضاعت بيني وبينها

أكبر مشكلةٍ حصلتْ أننّا قد أحببناك معاً

كنت دائماً سببَ مشاجراتنا ..وأكثر المراتِ سبب ألمنا..

كان يكفيني أن تضمَّ معطفي ليمتلئ بامرأةٍ عاشقه..

قبل أن أراكَ تحضنُ جسدَها فيتحول إلى عنقود ضوء..

لم تستطع كلُ كتبي أن تسرقكَ منها..

ولم تستطع كل عطورها أن تأخذك مني..

والآن ..

لو قررت أن أقطع حزن النهاوند بجرّة قوس في الصّبا

ترمي عن ساعدي جميع العشاق البائسين وتجعلني جميلةً مثلها ..

أو قررَت هي رميَ أحذيةِ جميع اللقاءات الخائبة والوقوف مثلي حافية لأربعة فصول أمام النافذة..تسأل فيفالدي فقط عن الربيع المقبل وفارسه..

قد أتصالح معها وأشعل شمعة أمام وجهها فأراني..

وقد أطفئها ..فيضمحل وجهها..وأراك

تلك التي في المرآة,تلك التي لطالما كنتُها.. آخذُ عنها ريش السكون وأقطع عن تتبُّعها عنقَ القبيلة

في الواقع,

أكره المقصّات التي تحرمني لذّة كل هذه المشاجرات .

لذا لا زلت كلما رأيتها أحضن يدها ونمشي نحوك .