حوار مع الشاعر آزاد عنز/ علياء سروجي

 

– متى يكون الواقع ضد الكتابة ولنقل الشعر و إلى أي مدى أثرت الحرب على إنتاجك الشعري ؟
الكتابة هي إحدى المعاطف التي يرتديها الواقع ، يخلع الواقع معطفه متى نزح المعطف عن مقاسه أو متى خرج الواقع عن طوره . أما عن تأثير الحرب على نتاجي الشعري ، كانت القذائف تحفر ظاهر الأرض بكلّ غضبها عندما كتبت أولى قصائدي من رائحة البارود  و هي تغادر فوارغ الرصاص ، قصائدي لا تعرف السِّلم أبداً أو لم تتعرّف عليه بعد .
– هل يمكن أن يكون للشعر مكان وقت الحروب وهل يمكن ان يموت بموت الانسان ؟
· للشعر مقعد في كلّ مكان و في كلّ وقت ، لا أحد يستطيع أن يتحايل على الشعر بانتزاع مقعده و تجريده من مكانته ، إلّا إذا عزف الشعر بعيداً عن مقامه ، عندها سيتخلى عنه مقعده و يبقى شاغراً ، و لا يموت الشعر إلّا إذا ولِد ميّتاً بالأصل ، أمّا القصيدة التي ترتدي الحياة ترتدي الخلود .
– آزاد عنز شاعر قصيدة النثر هل واجه صعوبات أو تهميش بسبب اختياره قصيدة النثر و لماذا أخترت قصيدة النثر من بين الأنواع الأدبية والى أي وقت يمكن أن تبقى مخلصا لها ؟
· لم اختر شيئاً في هذه الحياة حتى اختار قصيدة النثر ، لست أنا مَن اخترت قصيدة النثر ، بل كانت إحدى الأحكام التي اختارت لي
الحياة دون موافقة ، الصُدفة هي التي هيأت اللقاء الأول بيني و بين الكتابة و بعدها أصبحنا نلتقي دون موعد و نتعانق جهاراً أمام
المارّة ، و بعبارة أخرى أصبحت الكتابة بالنسبة لي إحدى الحروب التي سأخوضها دوماً دون أن ينتصر أحد من الأطراف .
– ما رأيك بمستوى قصيدة النثر وما وصلت له ؟
· تشويه الحالة الأدبية لا علاقة له بمقام الشِعر الرفيع ، لا يزال الشعر يقود المعارك الأدبية و لكنه يحارب بإيقاع مختلف عن الماضي ،
أما ما وصل إليه ، فهو كذاك الرداء لا يزال مُعلّقاً في الخزانة محافظاً على مقاسه و لكن المشكلة في من يحاول أن يرتديه و حجمه لا يناسب مقاس الرداء.

– ما رأيك بالعلاقة التي تربط الشعراء في الوقت الحاضر وهل لديك صداقات مع الشعراء ؟
العلاقة أشبه بمعاملات السمسرة و تسويق للمنتجات بمقابل ، و بالتأكيد لدي بعض الصداقات الجيدة أو التي أظنها كذلك

– هل يمكن تمييز شخصية شاعر قصيدة النثر عن غيره؟ أم ان شعراء قصيدة النثر يشكلون اليوم شكلا واحدا وكلمة فنية واحدة ؟
كل شاعر له ما يميزه عن غيره ، الكثير منهم لا يزالون واقفين على العتبة يطرقون باب القصيدة و لم يفتح لهم ، و آخرون تجاوزوا الباب و يتجولون بين الكلمات ، و القلة منهم يعجنون الحروف على راحة يدهم لصنع الكلمات.
– من الذي يتحمل ما وصل إليه الشعر من تهميش وتراجع في زمننا ؟
الشعر لا يزال جالساً على عرشه و لكن الأحكام التي يطلقها بعض الأشخاص على أنفسهم على كونهم شعراء ، أو المرآة التي ينظر
الشخص كلماته من خلالها على أنها قصيدة ، هي قطعاً مرآة مُزيّفة أو رديئة الصنع ، لهذا نشاهد التضخم الأدبي.
– ما الذي يدفع آزاد عنز إلى الكتابة الشعرية و مواجهة التحديات الصعبة التي يواجهها الشعر اليوم ؟
حربٌ لابدّ من خوضها حتى يهلك أحد ما و كما قلت في حوار سابق أكتب لأعبر الحدود و أطلّ على الإنسانية.

..