وصلة قدود جريحة/ دلشان آنقلي 

عن مدينةٍ  ما زالت تشرب القهوة و ثفل الخسائر  معاً

 تُقطُب صنوبر الأحلام بعيداً

 عن واقع لا ينفصل قيد إبرةِ صنوبر ..!

الحلم يعرف الطريق لوحده ..

الى نهاية طريق الحرير ..

لكني سأدخل الحلم مواربة من الباب الخلفي

 عن عروس  ، تجرّ آذان سوق المِدِينة     ..

ظهرها العاري ، لحاء شجر الكينا منقوشٌ بالنذور في حديقة السّبيل ،

ترقص ، يُلهمها ثوبها السموكي الواسع كفتحة سماوية لخان قديم   ،

والدانتيل رِوَاقُ ساحاتٍ ، يجرّ الحب من الوريد  .. يغوص فيه 

كجُزُرٍ تخلّفت عن نزوات اليابسة

*

وتصعد بالحلم القاصر ..

مَن يلتقط بوكيه الورد ؟

مَن سيحظى بالنذر  ، إذ تسكن بلابل الرغبة ،

يتسارع غول الواقع مشدوهاً خلف الحلم  ،

الشوارع .. صفارات إنذار

 متمترسة بأسماء القدّيسين ،

القديسون لا يجيدون التقاط الورد ،

سَيغضّون ضباب الطرف عن بوكيه الورد ..

فما زالت المدينة تبتلع الحجر و النار  معاً

سيبقى معلقاً بالهواء ، 

ككل الأسئلة الكبرى بلا جواب 

*

بشهقة عروس مُفاجِئَة  ،

ثمّة من يدوس على طرف حذائها كتقليد لتزكية قطار الأحلام  ،

ثمّة من يُطفىء النار  عن قِدر النبيذ الأحمر .. هارباً الى الكروم

تستيقظُ العروس من الحلم ارتياباً … تَفْتَحُ عيناها البحريتين

على سرير مكسور الأحلام جرّاء قصفٍ أعمى ،

بينما الحمامات الحبيبات تطير ..

إلى حلب .. طيري يا حمامة

مشوِّشاً على إرسال الموشّحات ، بِتَردّدّات الغبار

يسود النحيب ثقيلاً كالآه

 كيفَ أَرسُم بالشعر حَضرةَ مدنٍ ؟

 أَخرجُ من  الباب الخلفي ، ذاته الذي يُفْضي الى الحياة

ماذا يعني ؟  عصفور  يجفل من رائحة السحاب

و يُغرِّد بكاهل الجهات  و يشرب دماً جارياً !

يَضْرِمُ صَلصَلةً  بِملْء الجرح

سماء حلب النازفة

وَصْلَةَ قدودٍ مغلفّة بالحنين

وقدّها الميَّاس بانتظارِ

وَقَدِ نجومٍ جديدة

 في ظلال الياسمين

 يا عمري.