مساحة خضراء/ ياسر عبد اللطيف

واقفان في شرفتها العالية

نُطلّ على المتنزّه. تقول:

لا طيورَ تحلق في سماء هذه المدينة

لكنّها فوق ذي الحدائق تجد مجالًا للنَفَسِ.

أشجارها الكثيفة تقوّض كهرباء البنايات

فترِفّ أجنحتها في هواء طري

انظر!

نرى عصافير صفراء

ويمامًا يهدل، يحطّ بجوار برك نائمة

تلتمع الشمسُ على أسطحها

وتنطفئ على أوراق اللوتس العريضة.

أقول:

مخطئةٌ أنتِ

فخارج حدود سماء الحديقة

حِدآن ورخمات

تحلّقُ فوق المدينة بأسرها

وفي أعالٍ شاهقة

لتُفلتَ من التيارات المشحونة

والأزيز المُمغنط للغوِنا.

انظري!

تحوّم سوداءَ وهائلة

 ولا جثة نافقة في الأفق

إلا المدينة نفسها.

لكنّها طيور أيضًا يا عزيزتي

وإن أكلت الجيف.