في قاعي السحيقة، الأقل قفرا
بذرت ما تبقى مني
بوحلي الرمادي الكثيف،
لأن التلاشي لا يقبل اعتناقه الجبناء مثلي،
الهاربون من الضفاف السرية للحزن،
إلى مستنقعات مضطربة باليتم المريب؛
طرحتني الصفصافة (توأمين)
ضاعا بمرآة الوقت وانعكاسه
تاها كجناحين أخطأا جسد العصفور
طارا بي سماء ملبدة بالغصة و الشك
كلاهما غرس مخالبه باللحم الفلزي لإدراك الآخر،
بريشه المغشى بشوك الانتكاس
بحثا عن فوهة طريق
في صحارى جسدي المسكون
يلفظ الكنية والمكان؛
بحثا عن خرم نور يتخفى تحت جلود العتمة …
كلاهما غارق في الاضمحلال
محدقا بكف من هواء
بأصابع رمل ودخان
خشنة أن تزيل غبش ملامحي،
لزجة أن تصد عاصفة تبعثر خطاي نحو الشمس
تتحسس كوة الكهف،
يحجب الرؤيا
عني ،
عن عين الطائر اللقيط
كلاهما يدور لاهثا بنطفتي حول سواه
يتبع أثر الآخر فيه
يبتدع خياله فرصة تجهض برد الانشطار يجهدهما
-التوأمين-
و يفسح مكانا في أقصى الحقيقة
مقعدا دافئا للأمنية الحبلى و الضوء،
ليخلع الوجه نقابه
لتفض الأوراق بكارتها
لتخلع الروح معطفها الثقيل
و أذرف جزئيّ مطرا
لا يخطئ تربة الميلاد الجديد.