مثل جندى فى الظلام / عبد الغفار العوضي

تأتى الموسيقى ..وتذهب،
مثل ملاك كان يضع لى وسادة،
لتنام رأسى بلا شعور بالذنب..
تأتى حبيبة من الطرف القصى للحديقة
قبل أن تعرف فراشة سر تلك الدمعة فى العين
وهى تذيب الرائحة،
فى الرماد الأخير للقهوة الباردة..
تأتى الرغبة،
كرغوة صابون من الأفعال التى رتبناها طويلا فى خارطة الكف
..
كيف نغسل أيدينا من دم الندم..
كيف ندفن كل هذه الأرواح الشريدة، لعاطفةٍ لم تعرف طعم الحياة!
كيف نقسو على الحشرجة،
ونحن نوقفها فى منتصف الحنجرة بكل هذه السلطة الوحشية!
؛
تأتى ذيول الفئران بالغريزة فى الهرب من لاشئ،
لمجرد أننا نسمع صراخا عميقا فى الأذن،
من جاء بكل تلك الأصوات المغدورة من الداخل..
لا أعرف شيئا عن تلك الجرائم
سوى أننى مشيت بلا ندم
وأنا أترك جثثا بملء أعينها
تشاهدنى
أغرق فى بياضها اللانهائى …
لمجرد أن القدمين ما تزالان تنهاران، مثل أرض تتفتت من اللاتوازن..
لمجرد أن غريبا يلمحنى وسط الزحام..
ويأتى ليأخذ بيدى التائهة،
إلى بيت بعيد سقط وحيدا وبلا أسى فى الأمس،
مثل جندى فى الظلام.
مرتبط
2023-05-13