كبرتُ مائةَ عام دفعة واحدةً
كنتُ أنوي أن أحبّكَ فيها
ولكنْ لفرطِ السّرعةِ نسيت
البارحةَ استيقظتُ من ألمي
لأطبعَ في هوائكَ قبلةً ناضجة
وأقول أحبُّكَ ولكنْ
لسوء الوقتِ نسيتُ شفاهي نائمة
قادني نسياني لذكريات
لم أعشْها
سافرتُ إلى روما والبندقية
تجولتُ بين مدن كبرى
ومحيطات بعيدة ، رأيتُ التاي تنك تغرقُ
في رأسي على أنغامِ موسيقا جيمسِ هورنر
كما غرقَ بالموتِ جنودُ الحروب القديمة
في قمةِ الألم
زرتُ مكاناً قصيا في رأسِكَ
هناك حيثُ الضّجةُ والأضواء
رقصتُ خلفَ بابِه الكبير وحيدة
وشربتُ نخبَكَ على عجل
لم أنتبهْ لانتهاء وقتي
إلا حين سمعتُ دقات قلبي تصفعُني
فخرجتُ مُسرعة
لكنني توقفتُ قليلاً
لأكسرَ كعبَ حذائي وأتركه كما تفعلُ الأميرات
عدّتُ سيراً على نفسي
أمسكُ أعصابي كعكاز بيدي
وأمشي وسط صمت كأنّي مأتمُهُ العظيم
في طريقي دخلتُ ألبومَ ذكرياتي
لي فيه أصدقاء
كانوا يتبادلونَ الضحكات
أدهشتْني رؤيتُهم سعداء بدوني
فلوّحتُ لنفسي من بعيد
لم أُفسدْ مرحَهم
خرجتُ من زاويةِ الصورة خلسة
لم يَعدْ بإمكاني
مراقبةُ قطة نائمةٍ في
شَعْري دونَ أن أشعر بالأرق
هذه مدرستي الابتدائية
وهذا هو مقعدي الأخير
وهؤلاء بعضُ الأصدقاء الذين تركتُهم هناك
لم يتغيروا كثيرا مازالوا يبتسمون ببلادتِهم
المعهودة
لا أحبُّها
صديقتي التي تشبهُني كثيراً
وتختبئُ في ملابسي ،
لقد فلحتْ رأسي بأفكارِها
تحدثَتْ بلساني ، ذهبتْ إلى مكانِ عملي
وقامتْ بواجباتِي كلِّها
هي من شربتْ قهوتي
ونامَتْ في سريري
وعند المساء تَوسدَتْ كوابيسي
فتركتُها تصارُعها وحيدة
كم مرةٍ ودونَ أن تدري غافلتُها
وهربتُ من ثقب أحلامي إليك
مرتدية قوسَ قزح
وبيدي شفاهي وقُبلتي الناضجة.