رحَلَ معَ ظلامهِ
حاولَ أَنْ يختَبِئَ داخِلَهُ،
أشَارَ علَيه النَّورُ
أَنْ يَسْتَيقِظَ مُبَكّرًا
قَبْلَ أَنْ يَمرَّ قطارُ عُمَّالِ المصَانِعِ،
رُبَّما يَنْضَمُّ إِلَى ثَورةٍ صَغِيرةٍ
تَحْدثُ قَبْلَ أَنْ يَستَيْقِظَ الدِّيكْتاتُورُ،
لَمْ يَسقَطْ فَرِيسَةً لِسَعَادَةِ مُزَيِّفَةٍ،
رَأَى كَيْفَ أنّ كُلَّ رُصَّاصَةٍ
أطَلقَهَا القَنَّاصُ علَى ثَائِرٍ
كَانَتْ تُحوّلُ جَسَدَهُ إِلى حَديقَةٍ،
صَافَحَ الموتى
النَّائِمِينَ عَلَى المقَاعدِ الحجرِيَّةِ العَامَّةِ
فى انْتِظارِ أَشْلائهِمْ،
سَاعَدَهمْ مَعَ المارَّةِ
فى إكْمَالِ أَجسَادهِمْ،
حتّى يذهبوا إلى الله سالمين.
قَطفَ أَرْواحَ الشّهداءِ
التى تَركُوها مُعَلّقَةً على الأَشْجَارِ،
عَادَ إلى بَيْتِهِ
بِحَصَادٍ لابأس بِهِ
منَ الأَرْواحِ النَّاضِجةِ،
خَبَّأها فى مَكَانٍ آمنٍ…
ثَمَّ نَامَ!